
هومبريس – ج السماوي
في تحول إستراتيجي يعكس عمق العلاقات المتينة بين المغرب و المملكة المتحدة، أكدت البوابة البريطانية Politics.co.uk أن البلدين نجحا في إرساء شراكة حيوية قائمة على نتائج ملموسة، تعزز التعاون الأمني و الإقتصادي بين الرباط ولندن.
هذا التقارب المتزايد يعكس رؤية مشتركة لمستقبل أكثر إستقراراً و إزدهاراً، حيث تتجه العلاقات الثنائية نحو مرحلة جديدة من التعاون الإستراتيجي.
وصف النائب العمالي في مجلس العموم البريطاني، فابيان هاميلتون، المغرب بأنه شريك موثوق وأساسي للمملكة المتحدة، مشيراً إلى دينامية التعاون المتزايدة بين البلدين.
هذا التقارب تعزز أكثر بعد الموقف الإيجابي الذي عبرت عنه بريطانيا مؤخراً، حيث دعمت مخطط الحكم الذاتي المغربي كحل للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، معتبرة إياه الخيار العملي و الأخلاقي الأكثر مصداقية و قابلية للتنفيذ لتحقيق سلام دائم و مستقر في المنطقة.
أكد هاميلتون، بصفته رئيس مجموعة المملكة المتحدة لدى الإتحاد البرلماني الدولي، أن دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي يضعها في صف حلفاء كبار للمغرب، مثل الولايات المتحدة و فرنسا و إسبانيا، مما يعكس إنسجاماً مع رؤية براغماتية لحل النزاعات الإقليمية.
على الصعيد الأمني، شدد النائب البريطاني على أهمية التعاون مع المغرب في مكافحة الإرهاب و الإتجار بالبشر، مؤكداً أن لندن يمكنها الإعتماد على المغرب كحليف موثوق و ذي موارد إستراتيجية، ليس فقط لضمان استقرار شمال إفريقيا، بل أيضاً لتعزيز الأمن الإقليمي و الدولي.
أما إقتصادياً، فقد أوضح رئيس المجموعة البرلمانية متعددة الأحزاب المخصصة للمغرب داخل البرلمان البريطاني أن العلاقات الثنائية دخلت منعطفاً جديداً، خاصة بعد أن أعاد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، رسم ملامح التعاون الإقتصادي مع الرباط، ضمن رؤية واقعية قائمة على المصالح المشتركة.
أشار هاميلتون إلى أن هذا المسار المتجدد سيفتح فرصاً كبيرة أمام المقاولات في كلا البلدين، خاصة في ظل مشاريع التعاون الكبرى التي يجري التحضير لها، لاسيما في قطاع البنيات التحتية، إستعداداً لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030 بشراكة بين المغرب و إسبانيا و البرتغال.
إضافة إلى ذلك، يرى مراقبون أن هذا التقارب بين المغرب و المملكة المتحدة يعزز موقع الرباط كشريك دولي موثوق، حيث يساهم في إعادة تشكيل التحالفات الجيوسياسية، خاصة في ظل التحولات العالمية المتسارعة.
كما أن هذا التعاون يفتح الباب أمام مزيد من الإستثمارات و المشاريع المشتركة، مما يعزز التنمية الإقتصادية و الإستقرار الإقليمي.
وفي ظل هذه الدينامية المتزايدة، يتوقع خبراء أن يشهد التعاون المغربي البريطاني نقلة نوعية في مجالات التكنولوجيا و الطاقة المتجددة، حيث تسعى الشركات البريطانية إلى الإستفادة من الفرص الإستثمارية الواعدة في المغرب، الذي أصبح وجهة رئيسية للإستثمارات الدولية بفضل استقراره السياسي و الإقتصادي.