
هومبريس – ي فيلال
في خطوة جريئة تعكس التحولات العميقة في عالم الطيران المدني، يسعى المغرب إلى تعزيز أسطوله الجوي بحلول عام 2030 عبر إقتناء طائرات “بوينغ دريملاينر”، في إطار إستراتيجية وطنية تهدف إلى تطوير قطاع النقل الجوي و.مواكبة النمو السياحي و الإقتصادي المتسارع.
هذه الخطوة تأتي في سياق التحولات العالمية التي تدفع شركات الطيران إلى البحث عن طائرات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، أقل إنبعاثاً للكربون، و أكثر راحة للمسافرين، و هي المعايير التي تميز طائرات دريملاينر 787، التي تحظى بإقبال واسع من شركات الطيران الكبرى.
يعكس هذا التوجه طموح المغرب في جعل مطاراته منصات محورية على مستوى الربط الجوي القاري و الدولي، حيث يسعى إلى تعزيز الإتصال بين القارات و توسيع نطاق الرحلات الجوية التي تربط المملكة بأوروبا، إفريقيا، أمريكا و آسيا.
كما أن هذا الاستثمار سيمكن شركة الخطوط الملكية المغربية من تجديد أسطولها و ضمان تنافسيتها في سوق الطيران المدني، خاصة مع إستعداد المملكة لإستضافة تظاهرات كبرى، أبرزها كأس العالم لكرة القدم 2030.
تشير التوقعات إلى أن الطلب على النقل الجوي بالمغرب سيعرف إرتفاعاً مضطرداً خلال السنوات القادمة، بفعل الإنتعاش السياحي و زيادة حركة الأعمال و الإستثمارات، و هو ما يستدعي تطوير البنية التحتية المطارية و تحديث الطائرات وفق أحدث المعايير التكنولوجية.
كما تأتي هذه الخطوة لتعزيز جهود المغرب في إعتماد حلول نقل جوي مستدامة، إذ تعتبر طائرات دريملاينر من بين الطائرات التجارية الأكثر نجاعة في هذا المجال، مما ينسجم مع التوجه العالمي نحو إعتماد تقنيات صديقة للبيئة.
يعول المغرب على شراكات إستراتيجية مع الفاعلين العالميين في مجال صناعة الطيران، من أجل نقل التكنولوجيا و تطوير الكفاءات المحلية، خاصة و أن المملكة أصبحت وجهة صناعية متميزة في مجال تصنيع مكونات الطائرات، ما يعزز من موقعها كفاعل إقليمي في هذا القطاع الحيوي.
هذه الدينامية المتسارعة تجعل من إقتناء طائرات دريملاينر خطوة نوعية تندرج ضمن رؤية شاملة لتحديث النقل الجوي المغربي، بما يواكب رهانات التنمية و الإنفتاح الدولي للمملكة.
في ظل هذه التحولات، يتوقع خبراء أن يؤدي هذا الإستثمار إلى تعزيز مكانة المغرب كمركز رئيسي للنقل الجوي في المنطقة، حيث سيمكن من تحسين تجربة المسافرين، و توسيع نطاق الرحلات الجوية، و إستقطاب المزيد من الإستثمارات في قطاع الطيران.
كما أن هذه الخطوة تعكس رؤية المغرب الطموحة في أن يصبح أحد الفاعلين الرئيسيين في صناعة الطيران، ليس فقط كمستهلك للتكنولوجيا، بل أيضاً كمساهم في تطويرها و إنتاجها، مما يعزز موقعه في المشهد العالمي للطيران المدني.
إضافة إلى ذلك، فإن هذا التوجه نحو تحديث الأسطول الجوي يعزز قدرة المغرب على إستقطاب المزيد من شركات الطيران العالمية، التي تبحث عن وجهات مجهزة بأحدث التقنيات لضمان تجربة سفر سلسة و آمنة.
هذا التطور سيؤدي إلى زيادة عدد الرحلات الجوية المباشرة، مما يسهل حركة السياح و رجال الأعمال، و يعزز موقع المغرب كوجهة رئيسية للسفر الدولي.
علاوة على ذلك، فإن الإستثمار في طائرات دريملاينر يعكس التزام المغرب بتطوير قطاع الطيران وفقاً لأحدث المعايير البيئية و التكنولوجية، حيث ستساهم هذه الطائرات في تقليل إستهلاك الوقود و الإنبعاثات الكربونية، مما يجعل المغرب نموذجاً يحتذى به في إعتماد حلول نقل جوي مستدامة.