
هومبريس – ع ورديني
في مشهد مأساوي يعكس هشاشة البنية التحتية في واحدة من أكثر العواصم الإفريقية إكتظاظاً، لقي ما لا يقل عن 19 شخصاً مصرعهم في كينشاسا، عاصمة جمهورية الكونغو الديمقراطية، جراء فيضانات عارمة نجمت عن أمطار غزيرة اجتاحت المدينة.
ووفقاً لتصريحات رسمية، تسببت العواصف في غمر أكثر من 500 منزل في بلدة ماتيتي المركزية، مخلفة وراءها أضراراً مادية جسيمة وطرقًا مدمرة، في وقت وصف فيه وزير الداخلية الإقليمي الوضع بـ”الكارثي”.
وانتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي صور صادمة تُظهر أحياء بأكملها و قد تحولت إلى بحيرات موحلة، وسط منازل غارقة و سكان مذهولين.
كينشاسا، التي تعاني أصلاً من نقص حاد في شبكات الصرف الصحي و الصيانة الحضرية، تشهد بإنتظام تقلبات جوية عنيفة، ما يجعلها عرضة لكوارث متكررة.
وتتفاقم الأزمة بفعل التوسع العمراني العشوائي و تراكم النفايات في قنوات التصريف، ما يحول كل عاصفة مطرية إلى تهديد حقيقي لحياة السكان.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإن نحو 6.9 مليون شخص تأثروا بالأمطار الغزيرة و الفيضانات في غرب و وسط إفريقيا خلال عام 2024، مما يسلط الضوء على الطابع المتكرر و المتصاعد لهذه الكوارث المناخية في المنطقة.
جمهورية الكونغو الديمقراطية، رغم مساحتها الشاسعة و مواردها الطبيعية، تظل من بين الدول الأكثر هشاشة في مواجهة التغيرات المناخية، في ظل ضعف البنية التحتية و غياب التخطيط الحضري المستدام.