هومبريس – ح رزقي
في لحظة سياسية مشحونة بالتطلعات و التحديات، اجتمع صوت إفريقيا البرلماني تحت قبة مجلس النواب المغربي، حيث استقبل رئيس المجلس، راشيد الطالبي العلمي، وفداً رفيعاً من أعضاء مكتب المنتدى البرلماني لرؤساء لجان الخارجية و الدفاع بالبرلمانات الإفريقية، في لقاء حمل بين طياته رسائل إستراتيجية تتجاوز المجاملات البروتوكولية.
الطالبي العلمي، وفي كلمته خلال اللقاء، شدد على أهمية تأسيس هذا المنتدى البرلماني، و اعتبره خطوة إستراتيجية نحو مرحلة جديدة من التنسيق و التشاور بين المؤسسات التشريعية الإفريقية، مشيداً بانعقاد اجتماع مكتب المنتدى في سياق يعكس إستمرارية العمل المشترك و تكريس الدينامية المؤسساتية داخل القارة.
اللقاء كان مناسبة لتبادل الرؤى حول أبرز التحديات التي تواجه إفريقيا، وعلى رأسها الأمن و السلم، التغيرات المناخية، الطاقة، الأمن الغذائي، الهجرة، و التنمية المستدامة، و هي ملفات تتصدر أجندة العمل البرلماني الإفريقي المشترك.
من جهتها، استعرضت سلمى بنعزيز، رئيسة المنتدى و رئيسة لجنة الخارجية و الدفاع الوطني و الشؤون الإسلامية و شؤون الهجرة و المغاربة المقيمين بالخارج بمجلس النواب المغربي، الإستعدادات الجارية لتنظيم الدورة المقبلة للمنتدى التي ستحتضنها المملكة المغربية، مؤكدة على ضرورة إستكمال هياكل المنتدى وتطوير آليات إشتغاله و تنسيق الجهود بين مختلف الأعضاء.
وضم الوفد البرلماني الإفريقي شخصيات وازنة، من بينها كون أبوبكار صديقي، رئيس لجنة الشؤون الخارجية و الماليين المقيمين بالخارج و الاندماج الإفريقي بالمجلس الوطني الإنتقالي لمالي، و كواوا فيتا رشيد مفوم، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية لتنزانيا، و إيرول إفينا إيزابيل، رئيسة لجنة الشؤون البرلمانية و السياسة الخارجية بمجلس نواب غينيا الإستوائية.
ويُذكر أن المنتدى البرلماني لرؤساء لجان الخارجية و الدفاع بالبرلمانات الإفريقية تم تأسيسه خلال الإجتماع الثاني لرؤساء هذه اللجان، الذي انعقد بالرباط في 20 فبراير الماضي، حيث تم إنتخاب سلمى بنعزيز رئيسة له، إلى جانب أربعة نواب يمثلون مناطق غرب، شرق، وسط، و جنوب إفريقيا.
وتأتي هذه المبادرة في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى صوت برلماني إفريقي موحد، قادر على الترافع بشأن قضايا القارة في المحافل الدولية، وتعزيز الدبلوماسية البرلمانية كرافعة للتعاون جنوب-جنوب، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية و الإقتصادية المتسارعة.
كما يُرتقب أن يشكل المنتدى منصة لتبادل الخبرات التشريعية بين البرلمانات الإفريقية، و تطوير آليات التشاور حول السياسات العمومية ذات البعد القاري، بما يعزز من قدرة المؤسسات التشريعية على التأثير في مسارات التنمية و إتخاذ القرار على المستوى الإقليمي و الدولي.
