الرئيسية

ناشيونال جيوغرافيك بنسختها الإسبانية تُبرز جمال واحات المغرب و تُعتمد خريطة كاملة تشمل الصحراء

هومبريسع ورديني 

في خطوة إعلامية ذات رمزية عميقة، خصّت مجلة ناشيونال جيوغرافيك في نسختها الإسبانية واحات المغرب بتقرير بصري غني، أبرزت فيه تنوعها البيئي وثراءها الثقافي، مرفقة إياه بخريطة كاملة للمملكة تشمل أقاليمها الجنوبية، في تأكيد ضمني على وحدة التراب الوطني.

التقرير، الذي جاء مصحوباً بصور عالية الجودة و سرد قصصي إنساني، سلّط الضوء على صمود سكان الواحات في مواجهة التغيرات المناخية، وعلى الدور الحيوي الذي تلعبه هذه النظم البيئية في تشكيل الهوية المغربية، من واحات درعة و تافيلالت إلى الجواهر الخفية في عمق الجنوب.

لكن ما لفت الانتباه بشكل خاص هو الخريطة الجغرافية المرفقة، التي تُظهر المغرب بكامل حدوده، بما في ذلك الصحراء المغربية، في قرار تحريري يُجسّد تحولاً نوعياً في الخطاب الإعلامي الإسباني تجاه قضية الوحدة الترابية

هذا التناول لا يندرج فقط ضمن الإهتمام السياحي أو البيئي، بل يُعبّر عن وعي متزايد داخل المجتمع المدني الإسباني بأهمية إحترام السيادة المغربية، خاصة بعد الموقف الرسمي لحكومة مدريد الداعم لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به الرباط.

ويُعد إدراج الخريطة الكاملة من طرف جهة مرموقة مثل ناشيونال جيوغرافيك بمثابة رسالة بصرية قوية لملايين القراء، تُكرّس واقعاّ جغرافياً و سياسياً يتماشى مع مواقف عواصم كبرى مثل واشنطن، باريس، و لندن، التي عبّرت بدورها عن دعمها لوحدة أراضي المملكة.

في المقابل، لم تخلُ الساحة من أصوات معزولة حاولت التشويش على هذا التوجه، كما هو الحال مع الأكاديمي الإسباني خوان سوروإيتا، الذي انتقد الخطوة دون أن يجد صدى يُذكر في الأوساط الإعلامية أو الأكاديمية، ما يعكس تراجع التأثير الرمزي لأطروحة الإنفصال.

وتُبرز هذه المبادرة كيف يمكن للثقافة والبيئة أن تتحولا إلى أدوات دبلوماسية ناعمة تُعزز من حضور المغرب في الوعي الأوروبي، بعيداً عن الخطابات الرسمية، عبر صور و قصص تُلامس وجدان القارئ و تُرسّخ الحقائق الجغرافية في الذاكرة الجماعية.

كما أن تسليط الضوء على الواحات المغربية في هذا التوقيت يُعيد الاعتبار لهذه النظم البيئية الهشة، و يُمهّد الطريق أمام مبادرات دولية لحمايتها، خاصة في ظل التحديات المناخية المتسارعة التي تهدد إستدامتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق