
هومبريس – ي فيلال
في سياق دينامية متسارعة يشهدها قطاع الطيران المغربي، عبّر نائب الرئيس التنفيذي المكلف بالشؤون الدولية بمجموعة “إيرباص”، و وتر فان ويرش، عن رغبة المجموعة الأوروبية الرائدة في توسيع حضورها بالمملكة، واصفاً المغرب بـ”الشريك القريب جداً” الذي يُوفر فرصاً واعدة في مجال الطيران.
تصريحات المسؤول جاءت عقب اجتماع رفيع المستوى مع الوفد المغربي المشارك في الدورة الـ55 لمعرض “لوبورجيه” الدولي للطيران و الفضاء، والذي ضم وزراء و مسؤولين بارزين، من بينهم عبد الصمد قيوح، رياض مزور، كريم زيدان، و علي صديقي.
وقد وصف فان ويرش المحادثات بـ”الممتازة”، مشيراً إلى أن إيرباص تُوظف حالياً نحو 2000 شخص في المغرب، خاصة بعد استحواذها على مصنع “سبيريت إيروسيستمز” بالدار البيضاء، المتخصص في تصنيع هياكل طائرات A220.
من جانبه، أكد وزير الصناعة و التجارة، رياض مزور، أن الإتفاقيات الإستراتيجية مع إيرباص تُمهّد الطريق لبناء منصة صناعية متقدمة، مشيراً إلى أن الطرفين يعملان على إستشراف آفاق جديدة تشمل إمكانية إنشاء خط تجميع نهائي للطائرات في المغرب.
كما أبرز الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار، كريم زيدان، أن المغرب يُراهن على شراكات “رابح-رابح”، خاصة في ظل خطة الخطوط الملكية المغربية لمضاعفة أسطولها من 50 إلى 200 طائرة بحلول 2037، ما يُمثّل سوقاً واعدة تجذب إهتمام كبريات الشركات العالمية.
وفي السياق ذاته، شدد وزير النقل و اللوجستيك، عبد الصمد قيوح، على أهمية التكنولوجيات الحديثة في تطوير القطب الجوي الجديد للدار البيضاء، الذي يُرتقب أن يتحول إلى منصة دولية و إفريقية متكاملة.
أما المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الإستثمارات و الصادرات، علي صديقي، فقد سلط الضوء على المؤهلات التنافسية للمملكة، من رأسمال بشري مؤهل، و بنيات تحتية بمعايير عالمية، إلى جانب استراتيجية صناعية متكاملة تُوفر بيئة مثالية لمواكبة توسع إيرباص.
ويُعد هذا التعاون امتدادًا لرؤية المغرب في تعزيز تموقعه كمنصة صناعية إقليمية في مجال الطيران، خاصة في ظل التحولات الجيوصناعية العالمية، حيث تسعى كبريات الشركات إلى تنويع سلاسل التوريد و تقريب الإنتاج من الأسواق الصاعدة.
كما أن هذا التوجه يُعزّز من جاذبية المملكة كمركز للإبتكار الصناعي، و يُمهّد الطريق أمام نقل التكنولوجيا و تكوين الكفاءات، ما يُسهم في خلق فرص شغل نوعية و تعزيز القيمة المضافة المحلية.
وفي إطار المعرض، أقامت الوكالة المغربية، بشراكة مع تجمع الصناعات المغربية في الطيران و الفضاء، جناحاً وطنياً يضم ست مقاولات مغربية، تُبرز من خلاله دينامية القطاع الجوي الوطني، و تُروّج لفرص الإستثمار المتاحة.