
حميد رزقي
شهدت مدينة بني ملال، انطلاقة مشروع جديد يهدف إلى إعادة الاعتبار للمجال الأخضر بالمدينة، من خلال اعتماد مقاربة حديثة في صيانة الحدائق والمساحات الطبيعية، بما يسهم في تحسين جودة الحياة وجمالية المشهد الحضري.
وجرت مراسيم الإطلاق بحضور والي جهة بني ملال خنيفرة، محمد بنريباك، إلى جانب رئيس جماعة بني ملال، أحمد بدرة، وعدد من المنتخبين المحليين، حيث تم الكشف عن الخطوط الكبرى للبرنامج الجديد، الذي يقوم على تأهيل الفضاءات الخضراء وتوسيعها، وفق تصور يراعي الاستدامة البيئية ومتطلبات المدينة في توسعها العمراني.
وتميزت المناسبة بعرض مجموعة من المعدات والآليات الحديثة التي ستُستخدم في عمليات الصيانة اليومية، وهي تجهيزات تعتمد على تقنيات متطورة في الري والنظافة والتشذيب، ما يعكس تحولا نوعيا في طريقة التعاطي مع تدبير الشأن البيئي المحلي.
وتراهن السلطات المحلية من خلال هذا الورش على خلق بيئة حضرية أكثر توازنا، عبر تجديد المساحات الخضراء المهملة، وإحداث فضاءات جديدة قادرة على احتضان العائلات وممارسة الرياضة وتوفير متنفس طبيعي للساكنة، خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف.
عدد من المهتمين بالشأن المحلي عبّروا عن ترحيبهم بهذه الخطوة، معتبرين أن العناية بالفضاء الأخضر لم تعد ترفا، بل ضرورة ملحة لتحسين الصحة النفسية والجسدية، وتحقيق نوع من التوازن في مدينة تعرف توسعا عمرانيا متسارعا.
وفي الوقت الذي عبر فيه احمد بدرة، رئيس جماعة بني ملال عن أمله في أن يساهم المشروع في تحسين جودة عيش السكان وتعزيز صورة المدينة كوجهة سياحية وبيئية، يترقب الرأي العام المحلي النتائج الميدانية لهذا البرنامج، خاصة في ظل تجارب سابقة توقفت في منتصف الطريق بسبب ضعف التتبع أو غياب الموارد.
ويُنتظر أن يكون لهذه الانطلاقة وقع إيجابي على دينامية المدينة، سواء على المستوى الجمالي أو البيئي، في حال تم احترام الالتزامات وضمان استمرارية الصيانة والمراقبة الميدانية، لتتحول الفضاءات الخضراء من مجرد زخرفة عمرانية إلى عنصر أساسي في التنمية المحلية المستدامة.