
هومبريس – ج السماوي
في خطوة إستراتيجية تُجسّد رؤية المملكة المغربية للتحول الطاقي، أكدت وزيرة الإنتقال الطاقي و التنمية المستدامة، ليلى بنعلي، أمس الإثنين (23 يونيو)، أن “عرض المغرب” في مجال الهيدروجين الأخضر سيُشكّل رافعة قوية للإستثمار في الطاقات المتجددة، و تحلية المياه، و تطوير البنيات التحتية الحيوية، بما في ذلك الموانئ، و وسائل النقل، و التخزين.
وأوضحت الوزيرة، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، أن هذا الورش الوطني يأتي تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية، و يعتمد على مقاربة شاملة و شفافة تُغطي سلسلة القيمة الكاملة، من الإطار التنظيمي و المؤسساتي إلى التخطيط للبنيات التحتية.
وقد تم تحديد وعاء عقاري بمساحة مليون هكتار، خُصّصت منه 300 ألف هكتار في المرحلة الأولى لفائدة المستثمرين، مع توفير حوافز ضريبية و جمركية لتشجيع حاملي المشاريع.
كما تم اختيار ست مجموعات إستثمارية وطنية ودولية لتطوير سبعة مشاريع كبرى في الجهات الجنوبية الثلاث : كلميم-واد نون، العيون-الساقية الحمراء، و الداخلة-وادي الذهب.
المشاريع السبعة تهدف إلى إنتاج 20 جيغاواط من الطاقات المتجددة، منها 10 جيغاواط من أجهزة التحليل الكهربائي، و إنتاج 8 ملايين طن من مشتقات الهيدروجين الأخضر، مثل الأمونياك الأخضر، الوقود الإصطناعي، و الفولاذ النظيف.
وتُقدّر حاجيات هذه المشاريع من المياه المحلاة بـ 63 مليون متر مكعب سنوياً، ما يعكس حجم التحدي و الفرص في آنٍ واحد.
“عرض المغرب” لا يُعزز فقط السيادة الطاقية، بل يُرسّخ مكانة المملكة كفاعل رئيسي في الإقتصاد الأخضر العالمي، من خلال مشاريع منخفضة الكربون تُراعي الإستدامة البيئية و تُسهم في تقليص الإعتماد على مصادر الطاقة التقليدية المستوردة، خاصة في الصناعات الكيميائية و الإنتاج النظيف.
وفي ختام مداخلتها، شددت الوزيرة بنعلي على أن هذا الورش يُجسّد التزام المغرب ببناء مستقبل طاقي مستدام، و يُوفر للمستثمرين رؤية واضحة و فرصاً واعدة في سوق عالمي يتجه بثبات نحو الطاقة النظيفة.