
هومبريس – ح رزقي
في مشهد دموي يُجسّد تصاعد التهديدات الأمنية في غرب نيجيريا، أعلن الجيش النيجيري، أمس الأربعاء، عن مقتل 17 جندياً و إصابة 10 آخرين خلال اشتباكات عنيفة مع أكثر من 300 مسلح من “قطاع الطرق”، في غابة كوانار دوتسي بولاية النيجر.
الهجوم، الذي استهدف قرى محلية، استمر لأكثر من ثلاث ساعات، و انتهى بتدخل جوي حاسم أسفر عن تحييد عدد كبير من المهاجمين.
الجيش أوضح أن المسلحين كانوا يخططون لتنفيذ هجمات منسقة ضد السكان، قبل أن تُفشل القوات النيجيرية مخططهم عبر تعبئة ميدانية سريعة و دعم جوي دقيق.
العملية، رغم كلفتها البشرية، منعت مجازر محتملة في صفوف المدنيين، و أعادت تسليط الضوء على هشاشة الوضع الأمني في المنطقة.
تواجه القوات النيجيرية تحديات متزامنة على أكثر من جبهة، من بينها عصابات “قطاع الطرق” في الغرب و الشمال الغربي، و الجماعات المتطرفة في الشمال الشرقي.
هذا التداخل في التهديدات يُرهق القدرات العسكرية و يُعقّد من فعالية الإستجابة، خاصة في ظل تضاريس وعرة و نقص في الموارد اللوجستية.
يرى مراقبون أن استمرار هذه الهجمات يُحتّم على الحكومة النيجيرية إعادة تقييم إستراتيجيتها الأمنية، من خلال تعزيز الإستخبارات الميدانية، و تكثيف التعاون مع المجتمعات المحلية، و توفير دعم نفسي و لوجستي للقوات المنتشرة في المناطق الساخنة.
كما يُطالب البعض بإشراك دول الجوار في جهود إقليمية منسقة لمكافحة التهديدات العابرة للحدود.
الهجوم الأخير يُعد تذكيراً صارخاً بأن “قطاع الطرق” لم يعودوا مجرد عصابات تقليدية، بل باتوا يشكّلون تهديداً منظماً يتطلب إستجابة أمنية أكثر تكاملاً و صرامة.