
هومبريس – ع ورديني
في إنجاز فلاحي جديد يعكس الدينامية المتصاعدة للقطاع الزراعي المغربي، تصدّرت المملكة المغربية قائمة أكبر مزوّدي الاتحاد الأوروبي بالحمضيات الصغيرة خلال الأشهر السبعة الأولى من الموسم الفلاحي 2024/2025، بعدما بلغت صادراتها نحو هذا السوق 134,455 طنًا، متجاوزة بذلك منافسين تقليديين كتركيا وإسرائيل وجنوب إفريقيا.
هذا الأداء اللافت، الذي وثّقته مفوضية الاتحاد الأوروبي في تقرير حديث حول تطور سوق الحمضيات، يُبرز القفزة النوعية التي حققها المغرب مقارنة بالموسم السابق، الذي لم تتجاوز فيه صادراته 105,571 طنًا. وقد شهد شهر أبريل وحده تصدير 15,618 طنًا، بزيادة مذهلة بلغت 474% مقارنة بنفس الشهر من عام 2024، ما يعكس الطلب المتزايد على الحمضيات المغربية في الأسواق الأوروبية.
يُعزى هذا التقدم إلى تحسن جودة المنتوج المغربي، وتوسيع رقعة الزراعة الحديثة، وتبني تقنيات التبريد والتغليف المتطورة، ما مكّن الفلاحين والمصدرين من تلبية المعايير الأوروبية الصارمة. كما ساهمت الاتفاقيات التجارية الموقعة مع الاتحاد الأوروبي في تسهيل ولوج الحمضيات المغربية إلى الأسواق دون عراقيل جمركية معقدة.
ورغم هذا النجاح في الحمضيات الصغيرة، لا تزال صادرات المغرب من البرتقال محدودة، إذ لم تتجاوز 4,261 طنًا خلال نفس الفترة، مقابل أكثر من 215 ألف طن لصالح مصر. هذا التفاوت يُبرز الحاجة إلى إعادة هيكلة سلاسل إنتاج البرتقال المغربي، وتحسين تنافسيته من حيث الجودة والتسويق، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار الأوروبية بنسبة 17%، ما يُعد فرصة واعدة للمنتجين المحليين.
في المقابل، بلغ متوسط سعر الماندرين في الأسواق الأوروبية 141 يورو لكل 100 كيلوغرام، بزيادة قدرها 32%، بينما وصل سعر الليمون إلى 129 يورو، ما يُعزز من جاذبية الحمضيات المغربية كمصدر دخل استراتيجي في ظل ارتفاع الطلب والأسعار.