
هومبريس – ج السماوي
في خطوة تعكس متانة العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية و جمهورية تركيا، تم أمس الجمعة بمدينة إسطنبول توقيع مذكرتي تفاهم إستراتيجيتين في مجالي السلامة الطرقية و الممرات البحرية، و ذلك على هامش فعاليات منتدى الربط العالمي للنقل، الذي يُعد من أبرز المنصات الدولية لمناقشة مستقبل البنيات التحتية و النقل المستدام.
وقد وقّع على المذكرتين كل من وزير النقل و اللوجستيك المغربي، عبد الصمد قيوح، و نظيره التركي، عبد القادر أورال أوغلو، بحضور سفير المملكة لدى أنقرة، محمد علي الأزرق، في مشهد يُجسّد الإرادة السياسية المشتركة لتعزيز التعاون في مجالات حيوية.
المذكرة الأولى تُركّز على تبادل الخبرات و التقنيات الحديثة في مجال السلامة الطرقية، مع إهتمام مغربي خاص بالتجربة التركية في تأمين نقل البضائع عبر الشاحنات، من خلال أنظمة المراقبة الذكية، و تتبع الحمولة، و تدبير المخاطر على الطرقات.
أما المذكرة الثانية، فتندرج ضمن رؤية المغرب لتقوية الأسطول البحري الوطني، إنسجاماً مع التوجيهات الملكية السامية، حيث تسعى المملكة إلى الإستفادة من الخبرة التركية في بناء السفن وتطوير الملاحة التجارية، بما يُعزز السيادة اللوجستية و يُقلّص التبعية في مجال النقل البحري.
منتدى الربط العالمي للنقل، المنظم بدعم من البنك الدولي، يُعد فرصة لتبادل الرؤى حول تطوير ممرات النقل الدولية، و تعزيز التحول نحو الإقتصاد الأخضر، و توسيع الإعتماد على الرقمنة و الذكاء الإصطناعي في البنيات التحتية، إلى جانب بحث حلول تمويلية مبتكرة لتجاوز فجوات الإستثمار.
توقيع هاتين المذكرتين يُمهّد الطريق أمام شراكات تقنية و مؤسساتية أعمق بين الرباط و أنقرة، خاصة في ظل تقارب الرؤى حول التنمية المستدامة، و تكامل سلاسل النقل، و تبادل الخبرات في مجالات حيوية كالسلامة، اللوجستيك، و بناء القدرات.