
هومبريس – ح رزقي
مع اشتداد موجات الحر في فصل الصيف، يُصبح الحفاظ على ترطيب الجسم ضرورة صحية لا يمكن التهاون بها، إذ يؤدي فقدان السوائل عبر التعرق إلى مضاعفات خطيرة مثل الإرهاق الحراري و ضربة الشمس، خاصة لدى الفئات الهشة ككبار السن و الأطفال و العاملين في الهواء الطلق.
وفي هذا السياق، يُجمع الخبراء على أهمية اختيار مشروبات و أطعمة تُساعد الجسم على الإحتفاظ بالماء لأطول فترة ممكنة.
ورغم أن الماء يُعد الخيار الأول عند التفكير في الترطيب، إلا أن الدكتورة ماريا كوستا، أخصائية التغذية الإسبانية، تُفاجئنا بتوصية غير تقليدية : الحليب يتفوّق على الماء في قدرته على ترطيب الجسم خلال الطقس الحار.
وتُفسّر ذلك بتركيبة الحليب الفريدة التي تحتوي على مزيج من السكريات و البروتينات و الدهون، ما يُبطئ إمتصاص هذه السوائل و يُطيل فترة الترطيب.
كما أن وجود الصوديوم الطبيعي في الحليب يُساعد الجسم على الإحتفاظ بالماء بكفاءة أكبر.
ولا تقتصر هذه الفوائد على الحليب البقري فقط، بل تشمل أيضاً البدائل النباتية مثل حليب الصويا، الذي يحتوي على إلكتروليتات تُعزز الترطيب، ما يجعله خياراً مثالياً لمن يُعانون من حساسية اللاكتوز أو يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً.
ومن المفارقات المثيرة، أن المشروبات الساخنة قد تُساعد على تبريد الجسم، وفقًا للبروفيسور أندرياس فلوغ من جامعة برلين، إذ تُحفّز التعرق، و عند تبخر العرق من سطح الجلد، يُسهم ذلك في خفض حرارة الجسم.
لكن هذا التأثير يظل فعالاً فقط في الأجواء الجافة، حيث يمكن للعرق أن يتبخر بسهولة.
أما على صعيد التغذية، فيُوصي الخبراء بتناول أطعمة غنية بالماء مثل البطيخ (92%) و الخيار (96%)، إلى جانب ماء جوز الهند و عصائر الفواكه الطازجة المخففة، لما تحتويه من إلكتروليتات طبيعية تُعزز الترطيب و تُعيد توازن الأملاح في الجسم.
ينبغي عدم انتظار الشعور بالعطش لبدء الترطيب، إذ يُعد العطش مؤشراً متأخراً على نقص السوائل.
لذلك، يُنصح بشرب كميات صغيرة من السوائل على مدار اليوم، و توزيعها بإنتظام، خاصة خلال ساعات الذروة الحرارية.
الدوخة، الصداع، جفاف الفم، وتغير لون البول إلى الأصفر الداكن، كلها علامات مبكرة على الجفاف.
تجاهل هذه الإشارات قد يؤدي إلى تدهور سريع في الحالة الصحية، لذا يُنصح بمراقبة الجسم و الإستجابة الفورية لأي من هذه الأعراض.