
هومبريس – ج السماوي
في تصعيد جديد يُنذر بتوتر متزايد في العلاقات بين إيران و الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أعلن حميد رضا حاجي بابائي، النائب الأول لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، أن مدير عام الوكالة، رافائيل غروسي، لن يُسمح له مجدداً بدخول الأراضي الإيرانية.
جاء هذا التصريح خلال كلمة ألقاها في مراسم إحياء ذكرى إستشهاد رئيس المحكمة العليا سيد محمد حسين بهشتي وشهداء القضاء، حيث اتهم “العدو” بإستخدام ملف الأسلحة النووية كذريعة لإستهداف إيران.
وأشار حاجي بابائي إلى أن “العدو” يسعى لإضعاف إيران، التي وصفها بأنها “حضارة عمرها سبعة آلاف عام”، من خلال إثارة النزاعات القومية، مؤكداً أن بعض التحليلات الغربية تعتقد أن 85% من الشعب الإيراني سيعارض الحكومة في حال وقوع هجوم عسكري.
وأضاف : “قالوا إن لم نتفاوض، فسنُضرب، و قد ضربوا بالفعل. فما الذي نخشاه؟ لا شيء، وا لنجاح حليفنا”.
كما كشف عن أن “الكيان الصهيوني” خصص أربعة مبانٍ لمراقبة أنشطة إيران لصالح غروسي، معتبراً ذلك تجاوزاً غير مقبول.
ويأتي هذا الموقف في ظل موافقة لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني على مشروع قانون يُلزم الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في خطوة تُعبّر عن رفض طهران لما تعتبره تدخلاً خارجياً في شؤونها السيادية.
قرار منع غروسي من دخول إيران يُعد سابقة دبلوماسية قد تُعقّد مسار المفاوضات النووية، خاصة في ظل الضغوط الغربية المتزايدة لإعادة إحياء الإتفاق النووي.
ويُخشى أن يؤدي هذا التصعيد إلى مزيد من العزلة الدولية لطهران، و يُعيد التوتر إلى مستويات غير مسبوقة في المنطقة.
موافقة لجنة الأمن القومي على مشروع قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الذرية تُظهر أن البرلمان الإيراني يتجه نحو نهج أكثر تشدداً في التعامل مع المؤسسات الدولية، ما يُشير إلى تحوّل في المزاج السياسي الداخلي نحو المواجهة بدل التفاوض، في ظل ما تعتبره طهران “ازدواجية المعايير” في التعامل مع ملفها النووي.