
هومبريس – ج السماوي
في خطوة صناعية تحمل أبعادًا استراتيجية، دشّنت المجموعة الألمانية ZF LIFETEC أول وحدة إنتاجية لها في إفريقيا، وذلك داخل المنصة الصناعية “طنجة أوتوموتيف سيتي”، المتفرعة عن مركب طنجة المتوسط.
المصنع الجديد، الممتد على مساحة 8000 متر مربع، يختص في تصنيع مقود السيارات باستخدام تقنيات دقيقة تجمع بين الابتكار الصناعي والمهارة اليدوية.
هذا الاستثمار يعكس توجه المجموعة نحو التموقع القريب من الأسواق، وتقليص سلاسل التوريد، بما ينسجم مع التزاماتها في مجال الاستدامة وتقليل المخاطر اللوجستية.
وقد صرّح الرئيس التنفيذي للمجموعة، رودولف ستارك، أن اختيار المغرب جاء نتيجة لتكامل البنية التحتية، وتوفر الكفاءات المحلية، والموقع الجغرافي الفريد الذي يربط بين أوروبا وإفريقيا.
المصنع، الذي بدأ الإنتاج فعليًا، يشغّل حاليًا نحو 300 إطار ومستخدم مغربي، ويُعدّ الموقع رقم 51 ضمن شبكة مصانع المجموعة حول العالم.
وسيساهم في تلبية الطلب المتزايد على مكونات السيارات في الأسواق الأوروبية والمحلية، ضمن منظومة صناعية مغربية تضم أكثر من 160 مزودًا من مختلف المستويات.
من جانبه، أكد المدير العام لطنجة المتوسط للمناطق، أحمد بنيس، أن هذا المشروع يمثل نقلة نوعية في مسار الشراكات الصناعية الكبرى، ويعكس ثقة المصنعين العالميين في البيئة الاستثمارية المغربية، التي تجمع بين الأداء اللوجستي العالي، والاندماج المحلي، وتنافسية التكاليف.
هذا التموقع الجديد لا يُنظر إليه كمجرد توسع إنتاجي، بل كجزء من مثلث صناعي استراتيجي يربط بين طنجة، “أو بورينيو” في إسبانيا، و”فيلا نوفا” في البرتغال، ما يمنح المجموعة مرونة أكبر في التوزيع، ويُعزز حضورها في السوق الأوروبية.
من زاوية أعمق، يُجسد هذا الاستثمار تحوّل المغرب من مجرد منصة تجميع إلى فاعل صناعي متكامل، قادر على استقطاب الصناعات الدقيقة ذات القيمة المضافة العالية.
فاختيار إنتاج المقود، الذي يُعدّ نقطة التفاعل الحسي بين السائق والمركبة، يُبرز ثقة المجموعة في اليد العاملة المغربية وقدرتها على تنفيذ عمليات معقدة بدقة عالية.
كما يعكس المشروع نجاح استراتيجية طنجة المتوسط، التي تحوّلت في أقل من عقدين إلى قطب صناعي ولوجستي عالمي، يحتضن أكثر من 1400 شركة، ويوفر 130 ألف منصب شغل، برقم معاملات تجاوز 17 مليار دولار في قطاعات حيوية تشمل السيارات، الطيران، النسيج، واللوجستيك.