
هومبريس – ح رزقي
في لحظة مفصلية تعكس إشعاع المغرب داخل الفضاء القضائي الدولي، تم بالإجماع انتخاب السيد محمد عبد النباوي، الرئيس الأول لمحكمة النقض والرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، رئيسًا جديدًا لجمعية المحاكم العليا التي تتقاسم استعمال اللغة الفرنسية (AHJUCAF)، وذلك خلال الاجتماع السنوي المنعقد بالرباط ما بين 2 و4 يوليوز 2025.
ويُعد هذا التتويج اعترافًا دوليًا بالمكانة المتقدمة التي باتت تحتلها المملكة المغربية داخل المنظومة القضائية الفرنكفونية، كما يُجسد الثقة المتزايدة التي تحظى بها التجربة المغربية في مجال العدالة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.
ويعكس هذا الانتخاب أيضًا الدينامية التي تعرفها السلطة القضائية الوطنية، والإصلاحات العميقة التي شهدها القطاع خلال السنوات الأخيرة.
جمعية AHJUCAF، التي تضم محاكم النقض والهيئات القضائية العليا في الدول الناطقة بالفرنسية، تُعد منصة استراتيجية لتعزيز التعاون القضائي وتبادل الاجتهادات والخبرات، كما تسعى إلى دعم استقلال القضاء وتطوير أدائه في الفضاء الفرنكفوني.
وتُشكل رئاسة المغرب لهذه الهيئة فرصة لتعزيز الحضور المؤسساتي والدبلوماسي للمملكة على الساحة القضائية الدولية.
هذا التعيين لا يحمل فقط بعدًا شرفيًا، بل يمنح المغرب موقعًا قياديًا داخل شبكة قضائية متعددة الأطراف، ويُتيح له التأثير في صياغة التوجهات الكبرى المتعلقة بإصلاح العدالة، وتكريس مبادئ الشفافية والنزاهة، وتطوير آليات التعاون جنوب-جنوب في المجال القانوني.
من جهة أخرى، يُعد انتخاب عبد النباوي على رأس AHJUCAF تتويجًا لمسار مهني استثنائي، ولرؤية إصلاحية جعلت من القضاء المغربي نموذجًا يُحتذى به في محيطه الإقليمي والدولي.
كما يُكرّس هذا التتويج نضج المؤسسة القضائية المغربية، وقدرتها على التفاعل مع محيطها الدولي بثقة وكفاءة.
ويُرتقب أن تُسهم هذه الرئاسة في توسيع إشعاع التجربة المغربية، لا سيما في ما يتعلق بإصلاح منظومة العدالة، وتحديث البنية القانونية، وتعزيز استقلالية القضاء، بما ينسجم مع تطلعات الشعوب الفرنكفونية نحو عدالة أكثر فعالية وإنصافًا.