الرئيسية

لا وصفات سحرية… لكن هذه الأطعمة قد تغيّر قواعد اللعبة تدريجياً و بطريقة طبيعية لصحة مفاصلك

هومبريسح رزقي 

في زمن تتسارع فيه وتيرة البحث عن حلول فورية للألم، تؤكد الدكتورة يكاتيرنا ستريلنيكوفا، أخصائية الطب الرياضي و خبيرة التغذية، أنه لا وجود لأطعمة “سحرية” تُزيل آلام المفاصل بين ليلة و ضحاها.

ومع ذلك، فإن التغذية المتوازنة تظل حجر الزاوية الأساسي في أي خطة علاجية فعالة، شاملة، و طويلة الأمد، إذ تساهم في دعم وظائف الجسم، و تعزيز المناعة، و تحسين جودة الحياة بشكل عام.

وتوضح أن أسباب آلام المفاصل متعددة و متنوعة، منها النقرس، التهاب المفاصل الروماتويدي، الإصابات المزمنة، و السمنة، و كل حالة تتطلب نظاماً غذائياً خاصاً يتناسب مع طبيعتها. 

ففي حالة النقرس، يُنصح بتقليل الأطعمة الغنية بالبيورينات، أما في حالة السمنة، فإن خفض الوزن يُعد أولوية قصوى لتخفيف الضغط الميكانيكي على المفاصل و تحسين الحركة.

 4 مجموعات غذائية تدعم صحة المفاصل و تُخفف من الإلتهاب :

1. مصادر أوميغا 3 : مثل الأسماك الدهنية (كالسلمون و السردين)، زيت بذور الكتان، و الأفوكادو، لما لها من خصائص قوية مضادة للإلتهاب و تساهم في تقليل التورم.

2. البروتينات عالية الجودة : كاللحوم البيضاء، البيض، و منتجات الألبان، لدورها الحيوي في دعم الأنسجة العضلية المحيطة بالمفاصل و تعزيز مرونتها.

3. الأطعمة الغنية بالكالسيوم : مثل الجبن، المكسرات، الفواكه المجففة، و الخضراوات الورقية، للحفاظ على كثافة العظام و تقوية البنية الهيكلية للجسم.

4. الخضروات و الفواكه الطازجة : كمصادر طبيعية للفيتامينات و مضادات الأكسدة، التي تساهم في تقليل الإلتهاب و تعزيز المناعة الخلوية بشكل فعّال.

وتشدد الطبيبة على أن هذه الأطعمة يجب أن تُشكّل القاعدة الأساسية لأي نظام غذائي منتظم و مستدام، مع مراعاة الحالات الفردية مثل الحساسية الغذائية أو الأمراض المزمنة، مشيرة إلى أن العمر وحده ليس معياراً حاسماً في تحديد النظام الغذائي المناسب، بل يجب الأخذ بعين الإعتبار نمط الحياة و الحالة الصحية العامة لكل شخص.

التغذية كعلاج داعم لا بديل له

رغم أهمية النظام الغذائي في تخفيف الأعراض و تحسين جودة الحياة، إلا أنه لا يُغني عن العلاج الطبي المتكامل، خصوصاً في الحالات المتقدمة أو المزمنة. 

فالتغذية الجيدة تُبطئ التدهور التدريجي للمفاصل، و تُعزز الاستجابة للعلاج الدوائي و الفيزيائي، لكنها لا تُعالج السبب الجذري للمرض بمفردها، بل تُعد عنصراً داعماً ضمن خطة علاجية متكاملة.

ولهذا، توصي الطبيبة بدمج التغذية السليمة مع العلاج الطبيعي، و العلاج الدوائي المناسب، إلى جانب المتابعة الطبية الدقيقة و المستمرة، من أجل تحقيق نتائج علاجية فعالة، ملموسة، و مستدامة على المدى الطويل.

ما يجب تجنّبه لا يقل أهمية عمّا يجب تناوله

بالمقابل، هناك أطعمة معيّنة قد تُفاقم من آلام المفاصل و تُعيق عملية التعافي بشكل ملحوظ، مثل اللحوم الحمراء الغنية بالدهون المشبعة، الأطعمة المصنعة التي تحتوي على مواد حافظة و مضافات صناعية، السكريات المكررة التي تُحفّز الإلتهاب، و الدهون المتحولة التي تُضعف إستجابةً الجسم للعلاج و تزيد من التورم و التهيج المفصلي.

هذه العناصر تُحفّز الإلتهاب المزمن في الجسم، و تُضعف بشكل مباشر إستجابةً الجهاز المناعي للعلاج، مما يجعل الوعي الغذائي ضرورة صحية ملحّة لا ترفاً، يشمل ليس فقط ما نأكله يومياً، بل أيضًا ما يجب أن نُقصيه بوعي من أطباقنا، حفاظاً على التوازن الداخلي و الوقاية من المضاعفات طويلة الأمد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق