
حميد رزقي
احتفلت المدرسة العليا للتكنولوجيا بالفقيه بن صالح، مساء الجمعة 4 يوليوز 2025، بتخرج الفوج الخامس من طلبتها، والبالغ عددهم 558 طالبة وطالبا، موزعين بين سلك الدبلوم الجامعي التقني وسلك الإجازة.
الحفل، الذي حضره الكاتب العام لعمالة الإقليم، والرئيس بالنيابة لجامعة السلطان مولاي سليمان، ومدير المؤسسة، إلى جانب عدد من الشخصيات السياسية والإدارية والتربوية، تحوّل إلى لحظة رمزية قوية، أعادت التأكيد على أهمية الجامعة العمومية في دعم التنمية المحلية وفتح الآفاق أمام الشباب.
في كلمة قوية ومباشرة، شدد الأستاذ المصطفى راكب، مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا، على أن هذا الحفل ليس فقط تتويجًا لمسار جامعي، بل هو أيضًا محطة لتقييم ما تحقق والتفكير في ما هو آت. وأبرز أن المؤسسة، رغم حداثة عهدها، استطاعت أن ترسخ مكانتها في المشهد الجامعي بفضل رؤية واضحة ترتكز على الجودة، وحكامة التدبير، وربط التكوين الجامعي بحاجيات سوق الشغل.
وأوضح راكب أن المدرسة تتوفر اليوم على 15 تكوينًا معتمدًا من طرف وزارة التعليم العالي، موزعة على ثلاثة أقطاب استراتيجية: الصناعة الغذائية الفلاحية، الهندسة المدنية والمعدنية، ثم الرقمنة والذكاء الاصطناعي. وهي تخصصات، حسب قوله، لا تواكب فقط التحولات التي تعرفها الجهة، بل تجعل من المؤسسة واحدة من أكثر المدارس مواكبة لمتطلبات سوق الشغل وطنيا.
وأضاف راكب أن ما يميز المدرسة أيضًا هو اشتغالها بروح جماعية وتشاركية، سواء على مستوى الهيئة التربوية أو الإدارية، مع الحرص على تحسين ظروف التكوين والتحصيل، وتوفير بيئة تحفّز الطلبة على الإبداع والانخراط في دينامية التنمية.
ومن المؤشرات الدالة على نجاعة هذه المقاربة، أشار مدير المؤسسة إلى أن نسبة إدماج خريجي الأفواج الأربعة السابقة تجاوزت 75%، سواء في سوق الشغل أو في متابعة الدراسات العليا داخل مدارس الهندسة والمؤسسات الجامعية الوطنية والدولية، وهو رقم يعكس الثقة المتزايدة في خريجي هذه المدرسة.
الحفل عرف أيضًا تدخل الأستاذ المهدي خالد، الرئيس بالنيابة لجامعة السلطان مولاي سليمان، الذي أشاد بدور المؤسسة في إشعاع الجامعة داخل الإقليم، وبالمجهودات الكبيرة التي يبذلها الطاقم البيداغوجي والإداري.
كما جرى تكريم عدد من الطلبة المتفوقين في مختلف الشعب، وسط تصفيقات أسرهم وزملائهم، فيما تخللت الحفل فقرات موسيقية احتفالية أضفت على المناسبة طابعًا إنسانيًا دافئًا.
وعلى خلاف ما يروج حول ضعف نجاعة بعض المؤسسات الجامعية، تثبت المدرسة العليا للتكنولوجيا بالفقيه بن صالح أن الجامعة يمكن أن تكون قاطرة حقيقية للتغيير حين تشتغل بمنطق التخطيط والاستباق والارتباط بمحيطها الاجتماعي والاقتصادي.