
هومبريس – م أبراغ
في مبادرة صحية ميدانية تعكس التزام الدولة المتواصل بتقريب الخدمات الأساسية من المواطن، استفادت ساكنة 22 جماعة ترابية بإقليم أزيلال من قوافل طبية متنقلة خلال شهر يونيو 2025، و ذلك في إطار تنزيل برنامج صحة الأم والطفل، الذي يهدف إلى تحسين مؤشرات الرعاية الصحية في المناطق الجبلية و النائية.
وقد شملت هذه القوافل الصحية مناطق ذات تضاريس صعبة و ظروف مناخية قاسية، مثل آيت تامليل، زاوية أحنصال، بين الويدان، إمليل، تبانت، تيفني، و آيت ماجدن، إلى جانب جماعات أخرى تعاني من ضعف البنية التحتية الصحية، حيث يصعب الولوج المنتظم إلى المراكز الطبية، خاصة بالنسبة للنساء الحوامل و الأطفال.
بلغ عدد المستفيدين من هذه القوافل 1414 شخصاً، من بينهم 410 نساء حوامل تلقين فحوصات دقيقة و متابعة طبية، و 725 طفلاً استفادوا من خدمات وقائية و علاجية، إضافة إلى 279 مستفيداً من فحوصات طبية متنوعة شملت مختلف التخصصات.
وقد تم تقديم هذه الخدمات في ظروف تنظيمية محكمة و مدروسة، مع التزام صارم بمعايير الجودة و السلامة الصحية، بما في ذلك تعقيم الأدوات الطبية، صون خصوصية المستفيدين، و ضمان التتبع الطبي الدقيق للحالات.
وشملت الخدمات المقدمة باقة متكاملة من الرعاية، من بينها : الفحوصات العامة، تتبع الحمل، الكشف المبكر عن سرطاني الثدي و عنق الرحم، مراقبة الأمراض المزمنة، توزيع الأدوية بالمجان، و تنظيم ورشات تحسيسية لفائدة النساء و الأسر حول أهمية الوقاية و التغذية السليمة و صحة الأم و الطفل.
وقد تم تنفيذ هذه المبادرة بشراكة فعالة بين مندوبية وزارة الصحة و الحماية الإجتماعية، و المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، و جمعيتي تايمات للصحة و وادي امهاصر للبيئة و التنمية، في إطار مقاربة تشاركية تهدف إلى تعزيز العدالة الصحية و تقليص الفوارق المجالية في الولوج إلى العلاج، خصوصاً في المناطق التي تعاني من الهشاشة و التهميش.
تُبرز هذه القوافل أهمية العمل الميداني المنسق في مواجهة التحديات الصحية بالمناطق الجبلية، حيث تشكل التضاريس الوعرة و بعد المراكز الصحية عائقاً حقيقياً أمام النساء الحوامل و الأطفال، ما يجعل من هذه التدخلات المتنقلة ضرورة ملحة لضمان استمرارية الرعاية الصحية.
كما تعكس هذه المبادرات وعياً متزايداً بضرورة دمج البعد الوقائي و التوعوي في السياسات الصحية العمومية، بدل الإكتفاء بالتدخلات العلاجية، و هو ما يُسهم في بناء ثقافة صحية مجتمعية قائمة على الوقاية و التكافل.
من جهة أخرى، تُعد هذه القوافل نموذجاً ناجحاً للتكامل بين القطاع الصحي و المجتمع المدني، حيث ساهمت الجمعيات المحلية في تعبئة الموارد البشرية و اللوجستيكية، و ضمان استمرارية الخدمات في مناطق تعاني من العزلة.
كما ساهمت هذه الشراكات متعددة الأطراف في تعزيز الثقة المتبادلة بين المواطن و المؤسسات الصحية العمومية، من خلال تقديم خدمات طبية ملموسة، مجانية، و منتظمة، تستجيب لحاجيات الساكنة المحلية و تُراعي خصوصياتها الإجتماعية و الجغرافية.
ويُرتقب أن تتواصل هذه القوافل خلال شهر يوليوز، ضمن برنامج استباقي يضع صحة النساء الحوامل والأطفال في صلب أولويات التدخل الصحي بالإقليم، مع توسيع نطاق التغطية ليشمل جماعات إضافية، و تكثيف الجهود لتأمين رعاية صحية مستدامة و شاملة، تُراعي خصوصيات المجال الجغرافي و الإجتماعي لأزيلال.