الرئيسية

“السباحة في السد كتأدي للموت”.. حملة تحسيسية تحذيرية بسوس ماسة تُنقذ الأرواح قبل فوات الأوان

هومبريسي فيلال

في ظل تصاعد درجات الحرارة خلال فصل الصيف، أطلقت وكالة الحوض المائي لسوس ماسة، يوم الأربعاء، حملة تحسيسية و توعوية شاملة حول مخاطر السباحة في حقينات السدود، تحت شعار لافت ومباشر : “السباحة في السد كتأدي للموت، نتجنبوها قبل ما يفوت الفوت”.

هذه المبادرة، الممتدة إلى غاية 13 يوليوز الجاري، تأتي في سياق تزايد الإقبال على السباحة في أماكن غير مخصصة لذلك، خاصة من طرف الأطفال و الشباب، الذين يبحثون عن متنفس مائي في ظل موجات الحر المتكررة، دون إدراك للمخاطر الكامنة في أعماق السدود، و التيارات القوية، و غياب وسائل الإنقاذ أو فرق التدخل السريع.

وتشمل الحملة تنظيم أنشطة ميدانية متنوعة بمختلف الجماعات الترابية التابعة لحوض سوس ماسة، من بينها توزيع منشورات و ملصقات توعوية، تنظيم لقاءات مباشرة مع الساكنة المحلية، و تثبيت لوحات تحذيرية قرب السدود و المجاري المائية.  

الهدف من هذه الأنشطة هو إيصال الرسائل الوقائية إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين، وتعزيز ثقافة السلامة و الوعي الجماعي بمخاطر السباحة العشوائية.

كما ستشهد الحملة محطة مميزة بسد “يوسف بن تاشفين”، حيث سيُقام نشاط تحسيسي بمشاركة متطوعين فرنسيين، في إطار برنامج للتبادل و التعاون الدولي، يهدف إلى ترسيخ ثقافة العمل التطوعي، و تعزيز قيم التضامن و الشراكة العابرة للحدود، من خلال التفاعل المباشر مع الساكنة المحلية و تبادل التجارب في مجالات التوعية البيئية و الوقاية من المخاطر.

وتُعد هذه المبادرة نموذجاً للتفاعل الإيجابي بين المؤسسات العمومية والمجتمع المدني، حيث تسعى إلى تغيير السلوكيات الخطرة المرتبطة بالسباحة في أماكن غير آمنة، من خلال التوعية المباشرة، و تقديم بدائل آمنة، و تشجيع المواطنين على التوجه نحو المسابح المجهزة و المراقبة التي تضمن شروط السلامة.

من الناحية الإجتماعية، تعكس هذه الحملة وعياً متزايداً بخطورة الظاهرة، خاصة في ظل تسجيل حالات غرق مأساوية كل صيف، غالباً ما يكون ضحاياها من الأطفال أو المراهقين.  

وتُبرز أهمية الإستثمار في التربية الوقائية، و توفير فضاءات بديلة و آمنة للترفيه المائي، خصوصاً في المناطق القروية و شبه الحضرية التي تفتقر إلى بنية تحتية ترفيهية مناسبة.

كما أن إشراك متطوعين دوليين في هذه الحملة يُضفي عليها بعداً إنسانياً و تربوياً، و يُعزز من قيمة التبادل الثقافي في خدمة قضايا محلية، مثل السلامة المائية،

و هو ما يُشكل فرصة لتقاسم التجارب، وتوسيع دائرة التأثير الإيجابي في سلوك الأفراد و المجتمعات، خاصة في ما يتعلق بالوقاية من الحوادث العرضية.

وفي ختام بلاغها، دعت وكالة الحوض المائي لسوس ماسة جميع المواطنات و المواطنين، ولا سيما الشباب، إلى تفادي السباحة في الأماكن غير الآمنة، والتوجه نحو الفضاءات المجهزة و المراقبة، حفاظاً على سلامتهم و سلامة أبنائهم، مؤكدة أن الوقاية تبدأ بالوعي، و أن كل حياة تُنقذ هي انتصار للمجتمع بأكمله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق