
هومبريس – ج السماوي
في أجواء احتفالية مفعمة بالحماس والتنوع الثقافي، احتضنت العاصمة المغربية الرباط، مساء السبت، انطلاقة نهائيات كأس أمم إفريقيا للسيدات “المغرب 2024″، وسط حضور رسمي واهتمام إعلامي واسع من مختلف أنحاء القارة، ما يعكس الزخم المتزايد الذي باتت تحظى به الكرة النسوية في إفريقيا.
وقد شهدت المباراة الافتتاحية التي جمعت بين المنتخب الوطني المغربي ونظيره الزامبي، تعادلًا إيجابيًا (1-1)، في مواجهة اتسمت بالندية والانسجام التكتيكي، ما يعكس تقارب المستوى وتنافسية البطولة منذ جولتها الأولى، ويؤكد على تطور الأداء الفني للمنتخبات النسوية المشاركة.
وبمناسبة هذا الحدث القاري، عبّر رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف)، باتريس موتسيبي، عن سعادته الكبيرة بتواجده في المملكة، مشيدًا بالدور الريادي الذي تلعبه في النهوض بكرة القدم الإفريقية وتعزيز التقارب بين شعوب القارة.
وأكد في تصريحه الرسمي: “من الرائع دائمًا أن أكون في المغرب. لدي مشاعر خاصة تجاه هذا البلد، وكذلك جميع رؤساء الاتحادات الإفريقية الـ54 الذين يشاركونني هذا الشعور.”
وأشار موتسيبي إلى أن انطلاقة هذه النسخة تمثل لحظة فارقة في مسار الكرة النسوية بالقارة، معتبرًا أن البطولة الحالية تعكس تطورًا ملحوظًا في الأداء والتنظيم، وهو ما يعكس التزامًا جماعيًا بتعزيز حضور المرأة في الساحة الرياضية وتمكينها من التنافس على أعلى المستويات.
وأضاف: “نحن سعداء جدًا اليوم لأننا نحتفل بانطلاقة كأس أمم إفريقيا للسيدات، وأتطلع حقًا إلى مباراة رائعة بين المغرب وزامبيا.”
وفي سياق متصل، نوّه بالبنية التحتية الرياضية التي تحتضن البطولة، وبالتحضيرات التنظيمية التي وصفها بـ”النموذجية”، معتبرًا أن المغرب لا يكتفي بدور المضيف، بل يساهم فعليًا في إعادة تشكيل مستقبل كرة القدم الإفريقية من خلال استثماراته ورؤيته الاستراتيجية.
وأوضح قائلًا: “أتيت من واشنطن حيث كنت أحضر اجتماعًا مهمًا، وسأعود لاحقًا لمتابعة كأس العالم للأندية، لكنني كنت مصممًا على الحضور إلى المغرب اليوم.”
كما عبّر عن امتنانه العميق، مضيفًا: “أود أن أشكر جلالة الملك محمد السادس، والحكومة المغربية، والشعب المغربي، على دعمهم الهائل لكرة القدم الإفريقية، سواء في فئتي الرجال أو السيدات.”
وفي خطوة استراتيجية غير مسبوقة، أعلن رئيس الكاف عن إطلاق شراكة استثمارية بقيمة مليار دولار تمتد على مدى ثماني سنوات، بهدف تطوير كرة القدم في القارة، مع تركيز خاص على أكاديميات الشباب، تأهيل الأندية، ودعم الكرة النسوية.
وأكد أن هذا الاستثمار يعكس رؤية الكاف في جعل كرة القدم أداة للتنمية والوحدة، مشددًا على أن المغرب يلعب دورًا محوريًا في هذا التحول القاري.
وقال: “نحن ممتنون للدعم المتواصل الذي يقدمه المغرب، ولمساهمته الفعالة في تطوير كرة القدم بالقارة. إنه بلد يحتضن تنوعًا ثقافيًا ودينيًا، واليوم نحتفل بكرة القدم ونحتفل بإفريقيا.”
ويُعد احتضان المغرب لهذه البطولة تتويجًا لمسار طويل من الاستثمار في البنية التحتية الرياضية، وتأكيدًا على مكانته كفاعل محوري في المشهد الكروي الإفريقي، ليس فقط من حيث التنظيم، بل أيضًا من حيث التأثير في السياسات الرياضية القارية.
كما يعكس هذا الحدث التزام المملكة بتعزيز الدبلوماسية الرياضية كرافعة للتنمية والتقارب بين الشعوب، في وقت أصبحت فيه الرياضة أداة استراتيجية لبناء الجسور بين الثقافات وتعزيز الحوار بين الأمم.
من جهة أخرى، يُبرز الحضور القوي لرئيس الكاف في افتتاح البطولة، إلى جانب دعمه المباشر للكرة النسوية، تحوّلًا نوعيًا في نظرة الاتحاد الإفريقي لهذه الفئة، التي باتت تحظى باهتمام تنظيمي وتمويلي غير مسبوق.
ويُنتظر أن تُشكّل هذه النسخة من كأس أمم إفريقيا للسيدات محطة مفصلية في مسار تطوير اللعبة، ليس فقط على مستوى الأداء، بل أيضًا على مستوى التمكين الرياضي للمرأة الإفريقية، وفتح آفاق جديدة أمامها في ميادين القيادة، التسيير، والتأثير داخل المؤسسات الرياضية.