الرئيسية

إقليم أزيلال في مواجهة خطر العقارب… 483 لسعة خلال شهر واحد دون تسجيل أي وفاة (مندوبية)

هومبريسم أبراغ 

في مشهد يُجسد يقظة المنظومة الصحية و فعالية التدخلات الميدانية، أعلنت المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة و الحماية الإجتماعية بإقليم أزيلال عن تسجيل 483 حالة إصابة بلسعات سامة خلال شهر يونيو 2025، دون تسجيل أي حالة وفاة، رغم الظروف المناخية القاسية التي تشهدها المنطقة، والتي تُعد بيئة مثالية لنشاط الكائنات السامة و الزواحف الخطرة.

هذا الإنجاز يُعزى إلى الإستجابة السريعة و التنسيق المحكم بين مختلف المصالح الصحية، حيث تم تفعيل بروتوكولات العلاج داخل المراكز الصحية و المستشفيات المحلية، مما مكّن من احتواء الحالات و تفادي المضاعفات، خاصة في المناطق القروية و الجبلية التي تفتقر في العادة إلى التجهيزات المتقدمة.

بزو تتصدر.. و تحذيرات متجددة

توزعت اللسعات السامة على عدد من الجماعات الترابية بإقليم أزيلال، حيث سجّلت بزو أعلى نسبة بـ147 حالة، متقدمة بفارق ملحوظ عن باقي المناطق، تلتها ولتانة بـ89 حالة، ثم فطواكة بـ75 حالة، في مؤشر واضح على تمركز الخطر في بعض البؤر الجغرافية ذات الطبيعة الجبلية و المناخ الحار.

هذا التفاوت في الأرقام يُبرز الحاجة إلى مقاربة وقائية محلية، تأخذ بعين الإعتبار الخصوصيات البيئية و الإجتماعية لكل جماعة، مع تعزيز التوعية الصحية و تكثيف المراقبة الميدانية خلال فترات الذروة، خاصة في فصل الصيف الذي يشهد إرتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة و نشاط الكائنات السامة.

وفي هذا السياق، دعت مندوبية الصحة الساكنة إلى الإلتزام بتدابير بسيطة لكنها فعالة، من بينها :

– تفقد الأحذية و الأفرشة قبل الاستعمال

– منع الأطفال من النوم مباشرة على الأرض

– تنظيف محيط المنازل من الحجارة و الأخشاب

– تجنب اللجوء إلى العلاجات التقليدية غير المأمونة

– التوجه الفوري إلى أقرب مركز صحي عند التعرض لأي لسعة

يقظة صحية في مواجهة خطر صامت

رغم أن هذه الكائنات لا تُصدر ضجيجاً ولا تُنذر بقدومها، إلا أن خطرها مباغت و صامت، ما يجعل من الإستعداد المسبق، و التدخل السريع، و التنسيق المحكم بين الفرق الصحية عناصر حاسمة في إنقاذ الأرواح، خاصة في المناطق النائية التي يصعب فيها الوصول الفوري إلى الخدمات الطبية.

وتُعد الحصيلة المسجلة في إقليم أزيلال نموذجاً يُحتذى به على الصعيد الوطني في كيفية التعامل مع هذا النوع من الحالات الطارئة، بفضل التنسيق المحكم بين السلطات الصحية و المحلية، و تعبئة الموارد البشرية و اللوجستية المتاحة.

نحو إستراتيجية وقائية مستدامة

تُبرز هذه الأرقام الحاجة الملحّة إلى تبني إستراتيجية وقائية دائمة و مندمجة، تقوم على مقاربة شمولية تتجاوز التدخلات الظرفية، و تشمل تنظيم حملات تحسيسية موسمية موجهة للفئات الأكثر عرضة، و توزيع منشورات توعوية بلغة مبسطة و مناسبة للسياق المحلي، إلى جانب تكوين فرق تدخل ميدانية مؤهلة، قادرة على الإستجابة السريعة و التنسيق مع السلطات الصحية و السلطات الترابية.

كما يُعد إدماج المجتمع المدني بمختلف مكوناته—من جمعيات محلية، و هيئات تطوعية، و فاعلين تربويين—في جهود الوقاية عنصرًا أساسيًا لضمان إستدامة النتائج، و تعزيز الوعي الجماعي، و تقليص عدد الإصابات مستقبلاً.

وتزداد أهمية هذا الدور في ظل التغيرات المناخية المتسارعة، التي تؤثر بشكل مباشر على سلوك الكائنات السامة، وتُعيد رسم خريطة انتشارها، مما يستدعي تعبئة شاملة و مستمرة على مستوى التوعية، و الرصد، و التدخل الميداني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق