
هومبريس – ع ورديني
في أجواء احتفالية مفعمة بالرمزية، أشاد رئيس اتحاد جزر القمر، غزالي عثماني، من العاصمة موروني، بعمق العلاقات التي تجمع بلاده بالمملكة المغربية، واصفًا إياها بـ”الشراكة الاستراتيجية المتينة والمتعددة الأبعاد”.
جاء ذلك خلال خطابه الرسمي بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال البلاد، حيث خصّ المغرب بإشادة خاصة، معتبرًا أنه شريك موثوق في مجالات حيوية تشمل الطاقة، والتكوين، والاستثمار.
الرئيس القمري سلط الضوء على ما أسماه بـ”الدبلوماسية القمرية الفاعلة”، مؤكدًا أن بلاده، خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي، رفعت صوت الدول الجزرية الصغيرة، وسعت إلى ترسيخ السلام، وتعزيز الإصلاحات المؤسساتية، وتوسيع فرص التعليم الجيد في القارة.
وأشار إلى أن الشراكة مع المغرب تمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون جنوب-جنوب، يقوم على الثقة المتبادلة والتكامل التنموي.
وفي لفتة رمزية تعكس عمق الروابط بين الرباط وموروني، شاركت وحدة من القوات المسلحة الملكية المغربية في احتفالات الاستقلال، تنفيذًا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، وذلك استجابة لدعوة رسمية وجهتها جزر القمر إلى المملكة.
هذه المشاركة المغربية لم تكن مجرد حضور بروتوكولي، بل حملت دلالات سياسية واضحة، تؤكد التزام المغرب بدعم استقرار وتنمية الدول الإفريقية الشقيقة، وتعزيز التعاون الأمني والدبلوماسي في فضاء المحيط الهندي، الذي يشهد تحولات جيوسياسية متسارعة.
وتأتي هذه الإشادة القمرية في سياق إقليمي يتسم بتعاظم أهمية الشراكات الإفريقية البينية، حيث تسعى الرباط إلى توسيع دائرة نفوذها الإيجابي في القارة، من خلال مبادرات ملموسة في مجالات التكوين المهني، والطاقات المتجددة، والاستثمار في البنية التحتية، وهي مجالات تحظى باهتمام خاص من الجانب القمري.
كما تعكس هذه العلاقات المتنامية بين المغرب وجزر القمر نموذجًا متقدمًا للدبلوماسية الإفريقية الحديثة، التي تتجاوز منطق الخطاب إلى منطق الفعل، وتقوم على تبادل المنافع، وبناء الثقة، وتكريس شراكات متوازنة ومستدامة، تُسهم في تعزيز التكامل القاري وتحقيق الأمن الجماعي.