
هومبريس – ع ورديني
في إطار الدينامية المتواصلة للعلاقات المغربية–الألمانية، أجرى ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية و التعاون الإفريقي و المغاربة المقيمين بالخارج، يوم أمس الإثنين 7 يوليوز 2025، محادثة هاتفية مع يوهان دافيد فاديفول وزير الخارجية الجديد لجمهورية ألمانيا الإتحادية.
في هذا السياق، شكّل الإتصال مناسبة لتجديد التأكيد على متانة علاقات الصداقة و التعاون بين الرباط و برلين، والتي شهدت خلال السنوات الأخيرة تطوراً نوعياً على المستويات السياسية و الإقتصادية و الإنسانية، بفضل التزام مشترك من الجانبين بتعزيز الثقة المتبادلة.
وقد عبّر الوزيران عن ارتياحهما للمستوى المتقدم الذي بلغته الشراكة الثنائية، مؤكدين عزمهما المشترك على توسيع آفاق التعاون في مختلف المجالات ذات الإهتمام المشترك، بما في ذلك الإبتكار، التنمية المستدامة، و التبادل الثقافي.
من جهة أخرى، شدد الطرفان على أهمية مواصلة الحوار الإستراتيجي الذي تم إطلاقه بموجب إعلان الرباط المشترك لسنة 2022، و الذي يترأسه الوزيران بشكل مباشر و منتظم.
وتم الإتفاق على عقد الدورة المقبلة لهذا الحوار في العاصمة المغربية الرباط، تأكيداً على مركزية المغرب كشريك موثوق في السياسة الخارجية الألمانية.
إلى جانب ذلك، ناقش الوزيران سبل تعزيز التعاون في مجالات الإقتصاد، الطاقات المتجددة، و التشغيل، حيث عبّر الوزير الألماني عن تقديره للدور الريادي الذي يضطلع به المغرب في هذه القطاعات، مشيراً إلى أن بلاده تعتبر المملكة شريكاً إستراتيجياً في إفريقيا و منطقة المتوسط، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية الراهنة.
إضافة إلى ذلك، تم التطرق إلى عدد من القضايا الإقليمية و الدولية ذات الإهتمام المشترك، حيث أكد الجانبان على ضرورة تكثيف التشاور و التنسيق لمواجهة التحديات المشتركة، خاصة في ما يتعلق بالأمن الإقليمي، و الهجرة، و التنمية المستدامة، و تعزيز الإستقرار في منطقة الساحل، التي تشكل أولوية إستراتيجية لكلا البلدين.
وفي هذا الإطار، اعتبر مراقبون أن هذا الإتصال يعكس استمرار الزخم الإيجابي في العلاقات بين البلدين، و يؤشر على رغبة حقيقية في الانتقال من منطق التعاون التقليدي إلى شراكة إستراتيجية متعددة الأبعاد، تقوم على الثقة، و الإحترام المتبادل، و تطابق الرؤى حول عدد من القضايا الدولية ذات الطابع الحساس.
كما يُنتظر أن يُترجم هذا التقارب السياسي إلى مشاريع ملموسة على الأرض، سواء في مجالات الإستثمار الأخضر، أو التكوين المهني، أو دعم المبادرات التنموية في إفريقيا، حيث يشكل المغرب بوابة محورية للإنفتاح الأوروبي على الجنوب، و نقطة إرتكاز في بناء توازنات إقليمية جديدة.