
هومبريس – ي فيلال
في خطوة تعكس دينامية المغرب في تحديث قدراته الجوية وتعزيز جاهزيته الميدانية، أعلن الدرك الملكي عن انضمام مروحيتين جديدتين من طراز H145 إلى أسطوله الجوي، ليرتفع بذلك عدد هذا الطراز إلى 13 مروحية ضمن المجموعة الجوية للدرك، في مؤشر واضح على تصاعد وتيرة التحديث العسكري.
المروحيتان، اللتان تم تسجيلهما تحت الرمزين CN-BYC وCN-BYD، كانتا في السابق تابعتين لشركة سويسرية متخصصة في خدمات الإسعاف الجوي، قبل أن يتم نقلهما إلى القاعدة الجوية بسلا، بعد رحلة عبور جوية دقيقة شملت عدة مدن إيبيرية، من بينها ألميريا، أليكانتي، ومالقة، مع توقف تقني بمطار “إلشي ميغيل إيرنانديز”.
وتُعد مروحية H145، التي تُنتجها شركة إيرباص هيليكوبترز، من بين أكثر الطائرات متعددة المهام تطورًا، بفضل محركها القوي ونظام الدوار الخلفي المغلق (Fenestron) الذي يعزز السلامة والتحكم، إلى جانب مقصورة مرنة مصممة وفق معايير مؤسسة “ريغا” السويسرية، ما يجعلها مثالية لمهام الإجلاء الطبي، التدخل السريع، والدعم اللوجستي في المناطق الوعرة.
وقد رُصدت الطائرتان وهما تحملان الطلاء الرسمي الجديد للدرك الملكي، باللونين الأحمر والأبيض، في إشارة إلى جاهزيتهما الفعلية للانخراط في المهام الميدانية، سواء في حالات الطوارئ أو في عمليات المراقبة الجوية.
من جهة أخرى، يرى محللون عسكريون أن هذه الخطوة تُجسد تحولًا نوعيًا في فلسفة التدخل الجوي المغربي، حيث لم يعد التركيز مقتصرًا على الكم، بل على النوعية والجاهزية التكنولوجية، في ظل بيئة إقليمية متقلبة وتحديات أمنية متزايدة.
وتأتي هذه العملية في إطار استراتيجية شاملة تنفذها القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي، تروم تعزيز القدرات العملياتية عبر اقتناء معدات متطورة تشمل طائرات بدون طيار، صواريخ دقيقة، ومروحيات متعددة المهام، بهدف ضمان سرعة التدخل، وتوسيع التغطية الجغرافية، وتحقيق فعالية ميدانية قصوى.
كما أن توسيع الأسطول الجوي بمروحيات من هذا الطراز يعكس رؤية استباقية في التعامل مع التحديات الأمنية، خاصة في المناطق الجبلية والنائية، حيث تُعد القدرة على التدخل الجوي السريع عنصرًا حاسمًا في إنقاذ الأرواح، ومكافحة التهريب، ومراقبة الحدود.