الرئيسية

خنيفرة تحتضن النسخة الرابعة من اللقاءات الجهوية التوعوية و التحسيسية حول تسممات الزواحف السامة (صور)

هومبريسم أبراغ 

في إطار الأسبوع الوطني الذي تُشرف عليه وزارة الصحة و الحماية الإجتماعية خلال الفترة الممتدة من 01 إلى 08 يوليوز الجاري، و المنظم تحت شعار “لنحمي أنفسنا من تسممات الأفاعي و العقارب”، احتضن مقر عمالة إقليم خنيفرة، صباح يومه الخميس، فعاليات النسخة الرابعة من اللقاءات الجهوية للتثقيف الصحي، بتنظيم من المديرية الجهوية للصحة بجهة بني ملال خنيفرة، و بشراكة مع المركز المغربي لمحاربة التسمم و اليقظة الدوائية، و ذلك تحت إشراف عامل الإقليم محمد عادل أهوران، و بحضور الدكتور كمال الينصلي المدير الجهوي للصحة.

في هذا السياق، يهدف اللقاء إلى ترسيخ ثقافة الوقاية، و تعزيز الإستعداد الصحي لدى مختلف الفاعلين الترابيين، من سلطات محلية، و جمعيات المجتمع المدني، و مهنيي قطاع الصحة، في ظل الظروف المناخية الحالية التي تشهدها المملكة، و التي تُسهم في تفاقم حالات التسمم الناتجة عن لسعات العقارب و لدغات الأفاعي، خاصةً في المناطق الجبلية والقروية التي تعاني من هشاشة البنية الصحية و البيئية.

ويكتسي هذا الإجتماع أهمية بالغة، بالنظر إلى الإرتفاع غير المعتاد في درجات الحرارة، وما يرافقه من انتشار للزواحف السامة، مما يُشكل تهديداً مباشراً على سلامة المواطنين، و يستدعي تدخلات ميدانية فعالة و إستباقية لتفادي المضاعفات الصحية و الوفيات الناتجة عن هذه الحالات.

وتشير بيانات المركز المغربي لمحاربة التسمم و اليقظة الدوائية إلى أن هذه الظاهرة تُعد إشكالية وطنية مقلقة، إذ تُسجل سنوياً حوالي 25,000 حالة لسعة عقرب، إضافة إلى نحو 200 حالة لدغة أفعى، خاصة في المناطق التي تشهد موجات حرّ و جفاف، مثل جهة بني ملال خنيفرة المصنّفة ضمن أكثر الجهات تأثراً بهذه الأخطار الصحية الموسمية.

وتُظهر الفئات الهشة، وعلى رأسها الأطفال دون سن الخامسة عشرة و المسنين، قابلية أكبر للتأثر بهذه الحالات، نظراً لضعف المناعة وعدم قدرة الجسم على تحمل تأثير السموم، مما يُحتّم التدخل الطبي السريع، و يُبرز أهمية الرفع من مستوى الحذر و الجاهزية داخل الأوساط القروية و الأسرية.

من جهة أخرى، كشفت إحصائيات سنة 2024 بالجهة عن تسجيل 3823 حالة لسعة عقرب بمعدل بلغ 139 حالة لكل 100 ألف نسمة، شكل الأطفال دون 15 سنة نسبة 27% منها، مع تسجيل حالتي وفاة.

وتُبرز هذه الأرقام الحاجة الماسة إلى تكثيف جهود التحسيس و التربية الصحية، ليس فقط داخل الوسط المدرسي، بل أيضًا في المراكز الإجتماعية، و الجمعيات المحلية، و المرافق العمومية، من خلال برامج تواصل مباشر، و ورشات توعوية، و محتوى بصري مبسط، يُسهم في رفع مستوى الوعي لدى مختلف الفئات العمرية، و يُرسّخ سلوكيات وقائية فعالة في الحياة اليومية.

أما على مستوى لدغات الأفاعي، فقد تم تسجيل 38 حالة، أسفرت عن 4 حالات وفاة جميعها بإقليم خنيفرة، في حين لم تُسجل أي حالة وفاة خلال النصف الأول من سنة 2025، مما يعكس تحسناً ملموساً في آليات التكفل الطبي، و يُعد مؤشراً إيجابياً يُشجع على تطوير هذه الإستجابة العلاجية بشكل أوسع.

علاوة على ذلك، تُؤكد وزارة الصحة و الحماية الإجتماعية أنها ألغت إستخدام المصل المضاد لسم العقارب منذ سنة 2001، إستناداً إلى توصيات منظمة الصحة العالمية، بسبب عدم نجاعته العلاجية وخطورة أعراضه الجانبية على المصاب.

وقد تم إتخاذ هذا القرار بناءً على بحوث علمية محكمة و تجارب سريرية ميدانية دقيقة، أجريت في مستشفيات و مراكز صحية متخصصة، و شملت عينات واسعة من المصابين، مما مكّن من تقييم فعالية العلاج بشكل شامل، و استنتاج توصيات علمية موثوقة تُعتمد في السياسات الصحية الوطنية.

أما بالنسبة للحالات الناتجة عن لدغات الأفاعي، فتُعتمد إستراتيجية وطنية دقيقة تعتمد على توزيع مصل مضاد للأنواع المنتشرة بالمغرب، بحيث تُخصص المديرية الجهوية للصحة كميات كافية لكل إقليم بناءً على الحاجيات الميدانية، بما يُتيح التكفل السريع و الفعال، خصوصاً داخل المراكز الصحية القروية و المستشفيات الإقليمية التي تستقبل أغلب المصابين.

وبخصوص التوصيات الموجهة إلى المواطنات و المواطنين، تُشدد المديرية الجهوية على أهمية اتباع تدابير وقائية بسيطة و فعالة، مثل إرتداء الأحذية المغلقة في المناطق المفتوحة، فحص الفراش قبل النوم، تفادي النوم مباشرة على الأرض، و عدم العبث بالحجارة أو جذوع الأشجار باليدين دون أدوات حماية، و ذلك لتفادي التعرض لهذه المخاطر.

وفي حال وقوع إصابة، يُنصح بالتوجه العاجل إلى أقرب مؤسسة صحية، مع ضرورة تفادي اللجوء إلى العلاجات التقليدية غير المعتمدة، والتي قد تُفاقم الوضع و تُعرض المصاب لمضاعفات صحية خطيرة.

إلى جانب ذلك، تُعد هذه اللقاءات الجهوية منصة مثالية لتوطيد التنسيق بين مختلف الفاعلين المحليين، من سلطات و مهنيي الصحة و جمعيات المجتمع المدني و المؤسسات التعليمية، من أجل وضع برامج إستباقية وقائية و تكثيف التوعية الصحية في الوسط المدرسي، و الأسري، و المناطق النائية، لضمان حماية أكبر للمواطنين.

كما يشكّل هذا الحدث مناسبة لتقييم البرامج السابقة، و رصد نقاط القوة و الخلل داخل المنظومة الصحية، و اقتراح حلول مبتكرة لتطوير نظام التكفل العلاجي، بما يُسهم في تقليص نسبة الوفيات المرتبطة بهذه الظواهر السامة، و تعزيز ثقة المواطن في الخدمات الصحية العمومية.

وفي ختام اللقاء، دعت المديرية الجهوية للصحة بجهة بني ملال خنيفرة إلى تكثيف الحملات التحسيسية المباشرة، و توزيع منشورات توعوية بالأماكن العامة، إلى جانب تعزيز التكوين المستمر لفائدة الأطر الصحية، و توفير وسائل الإغاثة و النقل الإسعافي للمناطق المعزولة.

فضلاً عن ذلك، ذكّرت بأهمية التواصل الفوري مع المركز المغربي لمحاربة التسمم و اليقظة الدوائية عبر الرقم الإقتصادي 0801000180، المتوفر طيلة أيام الأسبوع وعلى مدار الساعة، لضمان الإستجابة السريعة و الفعالة في الحالات الطارئة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق