
هومبريس – ع ورديني
انطلقت صباح يومه الخميس، بجماعة حد بوحسوسن التابعة لإقليم خنيفرة، فعاليات الدورة الثامنة من المهرجان السنوي، المنظم تحت شعار : “تثمين الموروث الثقافي المحلي ثروة لا مادية و رافعة للتنمية المحلية”، و ذلك بتنسيق بين الجماعة الترابية و الفعاليات المحلية و جمعيات المجتمع المدني.
في هذا السياق، شهد حفل الإفتتاح إستعراضاً مميزاً لسربات الخيالة القادمة من مختلف مناطق الإقليم و المدن المجاورة، حيث أبدعت في عروض الفروسية التقليدية “التبوريدة”، وسط تفاعل جماهيري كبير استمتع بطلقات البارود و لوحات الفروسية التي عكست براعة الفرسان و مهارتهم في تجسيد هذا الفن التراثي العريق.
من جهة أخرى، يتزامن تنظيم هذه الدورة مع تخليد الذكرى الـ26 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده على عرش أسلافه المنعمين، ما يُضفي على الحدث طابعاً وطنياً مميزاً، و يُجسد إرتباط الساكنة بالهوية المغربية الأصيلة، و يُعزز روح الإنتماء و الإعتزاز بالرموز الوطنية.
ويهدف هذا المهرجان إلى تحويل جماعة حد بوحسوسن إلى منصة سنوية للتعريف بالتراث الثقافي غير المادي للمنطقة، من خلال إبراز الفنون المحلية للأطلس المتوسط، و جعلها رافعة لترويج السياحة الداخلية، و تنشيط الحركة الاقتصادية، وخلق فرص للتواصل و الإندماج الإجتماعي بين مختلف مكونات المجتمع.
علاوة على ذلك، يُسهم المهرجان في ترسيخ مكانة الفرس في الثقافة الوطنية، و يُبرز فن “التبوريدة” كتراث تاريخي متجذر، يُجسد القيم الأصيلة المرتبطة بالشجاعة و الكرم و الإنضباط، في إطار إحتفالي راقٍ يُخدم التنمية الإجتماعية و الإنسانية.
إلى جانب العروض الفلكلورية، يتضمن برنامج هذه الدورة تنظيم مسابقات ثقافية، أبرزها مسابقة “فن الخطابة”، و إقصائيات دوري الكرة الحديدية، و مسابقة رمي الصحون، بالإضافة إلى تنظيم حفل إعذار جماعي لفائدة الأطفال، و تكريم شخصيات محلية بارزة، و توزيع شهادات تقديرية على الجمعيات المشاركة.
فضلاً عن ذلك، أكد السيد نور الدين الزوهري، رئيس جماعة حد بوحسوسن، في تصريح صحفي، أن هذه التظاهرة تُعد فرصة سانحة لتثمين التراث المحلي، و إبراز الصورة الحقيقية للجماعة، من خلال تسليط الضوء على تنوعها الثقافي و الطبيعي، و جذب الزوار للإستمتاع بعروض التبوريدة و الأنشطة الموازية.
وأضاف الزوهري أن المهرجان يُسهم بشكل مباشر في تحريك عجلة التنمية المحلية، من خلال إنعاش الرواج التجاري، ودعم الأنشطة المدرة للدخل، و إبراز المؤهلات البيئية و التاريخية التي تزخر بها المنطقة، خاصة ما يتعلق بالتراث الأمازيغي المتنوع الذي يُشكل رصيداً ثقافياً غنياً.
وتجدر الإشارة إلى أن المهرجان يستقطب سنوياً آلاف الزوار من مختلف ربوع الإقليم و المدن المجاورة، مما يُعزز مكانة حد بوحسوسن كوجهة ثقافية و سياحية واعدة، و يُسهم في تسويق المنتجات المحلية، والحفاظ على الموروث الثقافي باعتباره دليلاً حياً على الغنى و التنوع الذي يميز التراث غير المادي للمملكة.