
هومبريس – ج السماوي
تشير أحدث التوقعات المناخية إلى أن المملكة المغربية مقبلة على موجة حر استثنائية من حيث شدتها وطول مدتها، يُرتقب أن تبدأ يوم الجمعة 25 يوليوز وتستمر حتى 2 غشت 2025، مع احتمال تمددها لأسبوع إضافي، وفقًا لنماذج التنبؤ الأوروبية.
وتُعزى هذه الظاهرة إلى تراجع تمركز المنخفض الآصوري نحو السواحل البرتغالية، مما أتاح للمنخفض الصحراوي التمدد فوق أجزاء واسعة من البلاد، وسهّل تدفق تيارات “الشرقي” الساخنة من الجنوب الشرقي نحو الداخل المغربي.
في هذا السياق، يُتوقع أن تسجل مناطق الغرب، والسهول الوسطى، والجنوب الشرقي أعلى المعدلات الحرارية، حيث قد تتجاوز درجات الحرارة 47 أو حتى 48 درجة مئوية، في حين ستشهد مناطق شمال شرق المملكة، وأجزاء من سوس والجنوب درجات حرارة أقل نسبيًا، بفضل تأثير الرياح الشمالية الشرقية التي تُخفف من حدة الكتل الهوائية الساخنة.
من جهة أخرى، تكمن خطورة هذه الموجة في طول أمدها مقارنة بالموجات المعتادة، ما يُضاعف من التأثيرات السلبية على الصحة العامة والأنشطة اليومية، خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة مثل الرضع، والمسنين، والمصابين بالأمراض المزمنة.
كما أن استمرار الحرارة المرتفعة لأكثر من خمسة أيام متتالية يُرهق البنية التحتية ويُفاقم الضغط على شبكات التبريد والطاقة.
موجة حر طويلة… اختبار حقيقي للجاهزية الصحية و المجتمعية
تُعد هذه الموجة الحرارية اختبارًا فعليًا لقدرة المنظومة الصحية والاجتماعية على الاستجابة السريعة، خاصة في المناطق الداخلية التي تفتقر إلى وسائل التبريد الحديثة.
ويُبرز هذا الحدث الحاجة إلى تعزيز برامج التوعية، وتوفير مراكز إيواء مؤقتة، وتفعيل خطط الطوارئ المحلية لمواجهة تداعيات الحرارة المفرطة.
تغير المناخ يفرض تحديات جديدة على المغرب
علاوة على ذلك، يُعد هذا الحدث المناخي مؤشرًا واضحًا على تصاعد وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة في المنطقة، ما يستدعي مراجعة السياسات الوطنية في مجال التكيف المناخي، وتطوير أنظمة الإنذار المبكر، وتعزيز البنية التحتية الحرارية، خاصة في المدن والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
توصيات السلطات المختصة :
– تفادي التعرض لأشعة الشمس خلال فترات الذروة.
– الإكثار من شرب الماء واستخدام وسائل التبريد المتاحة.
– متابعة النشرات الجوية الرسمية لتتبع تطورات الوضع.