هومبريس – ع ورديني
في خطوة استراتيجية تعكس طموح المملكة المغربية لترسيخ مكانتها في صناعة الطيران العالمية، تم توقيع مذكرة تفاهم بين شركة بوينغ الأمريكية وشركة ألفافيست كابيتال المغربية، بهدف إنشاء خمسة مراكز تميز صناعي موزعة عبر جهات مختلفة من البلاد.
هذه المراكز ستُعنى بتطوير المهارات التقنية والهندسية الدقيقة، في مجالات تشمل تصنيع المكونات المعدنية والمركبة، وهندسة أنظمة النقل الجوي، إلى جانب تجهيزات الطيران المعقدة.
ويهدف هذا المشروع إلى بناء شبكة إنتاج وطنية متكاملة، ترتبط بسلاسل التوريد العالمية، وتُعتمد على معايير تكنولوجية عالية، ما يُعزز من تنافسية المغرب في السوق الدولية.
كما يُراهن البرنامج على نقل المعرفة الصناعية، وتكوين جيل جديد من المهندسين والفنيين المؤهلين، مما يُسهم في تقوية النسيج المحلي الذي يضم حاليًا نحو 140 وحدة صناعية متخصصة في قطاع الطيران.
من جهة أخرى، يُعد هذا التحالف جزءًا من رؤية أوسع لتأمين سلاسل التوريد العالمية، في ظل التحولات الجيوسياسية التي تدفع الشركات الكبرى إلى تنويع مصادرها وتقوية شراكاتها الإقليمية.
ويُعزز هذا التوجه من جاذبية المغرب كمركز صناعي مستقر، قادر على تقديم حلول فعالة ومواكبة التطورات التكنولوجية في مجال الطيران والفضاء.
المغرب كمركز صناعي متكامل في منظومة الطيران العالمية
هذا المشروع يُجسد انتقال المغرب من دور المتعاقد الفرعي إلى فاعل صناعي مستقل، يمتلك القدرة على الابتكار والتصنيع وفقًا لأعلى المعايير الدولية.
فبفضل بنيته التحتية، واستراتيجيته الصناعية، يُمكن للمملكة أن تُصبح منصة إقليمية لتطوير تقنيات الطيران، خاصة في ظل الطلب المتزايد على الكفاءات والمنتجات عالية الجودة.
الاستثمار في رأس المال البشري كرافعة للتنمية الصناعية
إلى جانب البُعد التقني، يُبرز المشروع أهمية الاستثمار في الرأسمال البشري، من خلال تكوين مهندسين وفنيين مغاربة قادرين على مواكبة تحديات الصناعة.
هذا التوجه يُعزز من استقلالية المنظومة الصناعية الوطنية، ويُمهّد لظهور جيل جديد من الشركات الناشئة في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي، ما يُرسّخ النمو المستدام للقطاع.
