الرئيسية

ربع سكان العالم بلا مياه شرب آمنة… تقرير أممي جديد يدق ناقوس الخطر الصحي و الإجتماعي

هومبريسع ورديني 

كشفت منظمتا الصحة العالمية واليونيسيف، في تقرير مشترك صدر بمناسبة “أسبوع المياه العالمي”، أن نحو ربع سكان العالم لا يحصلون على مياه شرب آمنة، رغم التقدم المحرز خلال العقد الأخير في هذا المجال الحيوي.

وسلط التقرير الضوء على استمرار أوجه عدم المساواة في الوصول إلى الخدمات الأساسية، خاصة في المجتمعات الهشة والبلدان منخفضة الدخل، حيث يفتقر أكثر من ملياري شخص إلى مياه صالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي، ما يعرضهم لمخاطر صحية جسيمة وتهميش اجتماعي متزايد.

وبحسب المعطيات الواردة، فإن 2.1 مليار شخص حول العالم لا يتوفرون على مياه نظيفة، فيما يفتقر 3.4 مليارات إلى خدمات صرف صحي مُدارة بشكل آمن، ويُحرم 1.7 مليار شخص من خدمات النظافة الأساسية، بما في ذلك مرافق غسل اليدين داخل المنازل.

ودعا التقرير إلى تكثيف الجهود الدولية لتوفير مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي للجميع، خاصة مع دخول السنوات الخمس الأخيرة من فترة تحقيق أهداف التنمية المستدامة، التي تنص على ضمان الوصول المنصف إلى المياه النظيفة بحلول عام 2030.

ويُظهر التقرير أن النساء والفتيات يتحملن العبء الأكبر في جمع المياه، حيث تقضي الكثيرات في إفريقيا جنوب الصحراء وآسيا أكثر من 30 دقيقة يوميًا في هذه المهمة، ما يؤثر على مشاركتهن في التعليم والعمل والأنشطة الاجتماعية.

كما أشار التقرير إلى أن سكان المناطق الريفية ما زالوا متأخرين في التغطية، رغم التحسن النسبي، حيث ارتفعت نسبة الوصول إلى مياه الشرب المُدارة بأمان من 50% إلى 60% بين عامي 2015 و2024، بينما بقيت النسب في المناطق الحضرية راكدة.

ويُعد هذا التحدي من أبرز القضايا التي تواجه الصحة العامة عالميًا، إذ ترتبط المياه غير الآمنة بانتشار أمراض مثل الكوليرا والزحار والتيفود، وتُسجل سنويًا أكثر من نصف مليون وفاة ناجمة عن الإسهال، معظمها في صفوف الأطفال.

ويؤكد التقرير أن تحسين إمدادات المياه والصرف الصحي لا يقتصر على الجانب الصحي، بل يُسهم أيضًا في تعزيز النمو الاقتصادي، والحد من الفقر، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ما يجعله أولوية إنسانية وتنموية لا تحتمل التأجيل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق