
هومبريس – س صدقي – م الهداوي
احتضنت كلية الآداب و العلوم الإنسانية ببني ملال ندوة علمية تمحورت حول ثلاث قضايا محورية في ميدان الإعلام، و هي : مسؤولية وسائل الإعلام، الأخلاقيات و أدبيات المهنة، و تعزيز الكفاءات في العلاقة بين القانون و الصحافة.
وقد شارك في الندوة الأستاذ شريف بدران من مملكة البحرين، بمداخلة عن بعد، حيث أبرز التفاوتات بين مختلف دول العالم في مجال التشريعات الإعلامية.
وأشار إلى أن معظم الدول العربية لا تزال في بداياتها فيما يخص سن تشريعات إعلامية حديثة، تراعي التحديات المرتبطة بتنامي إستخدام الذكاء الإصطناعي.
أما الأستاذ هشام كزوط، فقد تناول في مداخلته موضوع حرية التعبير و ما يرتبط بها من انزياحات أخلاقية لدى مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي.
وشدد على أن حرية التعبير تمثل ضرورة ديمقراطية، غير أنها تقتضي في المقابل الالتزام بالأخلاقيات و القانون، من أجل ضمان إعلام نزيه و عادل.
وفي السياق ذاته، أكد الأستاذ هشام عقراوي على أن حرية الرأي و التعبير تشكل دعامة أساسية للديمقراطية، لكنه نبه إلى أن هذه الحرية ليست مطلقة، إذ تقيد بضوابط قانونية تضمن حماية الحقوق الفردية و الأمن العام، بما يحقق توازنا ضرورياً بين حرية الإعلام و المسؤولية المجتمعية.
من جانبه، تطرق الأستاذ عزيز زلاغ في مداخلته، الموسومة بـ”الآفات الأخلاقية و الأخبار الزائفة”، إلى مفهومي الأخبار الزائفة و التزييف العميق، مشدداً على أهمية التمييز و ضبط المفاهيم من أجل الوصول إلى الحقيقة و إعادة الإعتبار للصحافة.
كما أوضح الفرق بين الأخبار الخاطئة و المضللة (Fake news)، مؤكداً أن ضبط العمل الصحافي يستوجب وجود مقاولات إعلامية تتولى الإشراف و المراجعة قبل النشر، خاصة في ظل ما وصفه بـ”إختلاط النابل بالحابل”.
وفي ختام الندوة، تم فتح باب النقاش، حيث عبّر أحد المتدخلين عن غيرته على مهنة الصحافة، مشيراً إلى أن حمل بطاقة الصحافة لا يجعل من أي شخص صحافياً، خاصة و أن بعض الحاصلين على البطاقة لا يملكون إلا شهادة الإجازة فقط.
وقد غابت الأسئلة الإستفزازية التي كانت و من الواجب أن تكون حاضرة دائماً.
وفي الأخير قدم مروان القباج ورشة تدريبية في كلية الآداب و العلوم الانسانية لفائدة طلبة مسار الصحافة و الإعلام.