
هومبريس – ع ورديني
تشهد العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة تصعيداً جديداً، حيث حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من إستعداد الإتحاد الأوروبي لإتخاذ إجراءات مضادة، بما في ذلك فرض ضريبة على عائدات الإعلانات الرقمية، إذا لم تسفر المفاوضات مع الولايات المتحدة عن نتائج مرضية.
وفقاً لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز، فإن هذه الضريبة المحتملة قد تؤثر على شركات تقنية كبرى مثل ميتا، غوغل، و فيسبوك.
وأكدت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي يمتلك مجموعة واسعة من الإجراءات المضادة، مشيرة إلى أن بروكسل لن تسمح بتحويل السلع الصينية المتضررة من الرسوم الأمريكية إلى الأسواق الأوروبية، و ستتخذ إجراءات وقائية إذا كشفت أنظمة المراقبة عن زيادة في الواردات الصينية.
السياسة التجارية للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أحدثت تغييرات جذرية في العلاقات التجارية العالمية، مما دفع الإتحاد الأوروبي إلى تعزيز شراكاته مع دول مثل ماليزيا، تايلاند، الفلبين، إندونيسيا، و الإمارات.
وفي خطوة تصعيدية، فرض ترامب رسوماً جمركية متبادلة، بلغت نسبتها 20% على السلع الأوروبية و 25% على الصلب و الألومنيوم، مما أثار ردود فعل قوية من الجانب الأوروبي.
وفي إجتماع حديث، وافق ممثلو الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي على فرض رسوم إضافية تتراوح بين 10% و 25% على منتجات أمريكية تشمل التبغ، لحوم الدواجن، الدراجات النارية، الصلب، و الألومنيوم، مما قد يؤثر على صادرات أمريكية بقيمة 21 مليار يورو.
في ظل تصاعد التوترات التجارية، أصبح الإتحاد الأوروبي أمام تحدٍ إقتصادي كبير يتطلب إستراتيجيات فعالة لحماية مصالحه.
ولضمان إستقرار الأسواق، يعمل الإتحاد على تعزيز شراكاته التجارية مع دول جديدة، في محاولة لتقليل الإعتماد على الواردات الأمريكية، و ضمان توفر بدائل تنافسية تساهم في تحصين الإقتصاد الأوروبي ضد أي إضطرابات محتملة في المستقبل.
هذا التصعيد يعكس تعقيد العلاقات التجارية العابرة للأطلسي، حيث يبقى الإتحاد الأوروبي ملتزماً بالتفاوض، لكنه مستعد للرد بحزم إذا إستدعت الحاجة.