سياسة

الأدوار الوطنية للفقيد محمد بصير محور لقاء بالعيون

شكلت الأدوار الوطنية للفقيد محمد بصير، ودفاعه المستميت عن الصحراء المغربية، محور لقاء احتضنه أول أمس الأربعاء قصر المؤتمرات بالعيون.

ورام اللقاء، الذي نظمته مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام تحت شعار “الاختفاء القسري للمناضل محمد بصير يسائل إنسانية الدولة الإسبانية”، كشف الكثير من الحقائق التاريخية حول مناقب هذه الشخصية الفذة وتعلقها بالعرش العلوي المجيد، ودحض التزوير الذي دأب خصوم الوطن على تمريره للعالم على امتداد السنوات الطويلة للنزاع المفتعل حول الصحراء.

وأكد المتدخلون خلال هذا اللقاء أن “وحدوية الفقيد محمد بصير ووطنيته شأن يتعذر على إسبانيا نفيه أو تكذيبه، لذلك اختارت طوعا سلبه حياته في انتهاك صارخ لكل المواثيق الدولية”، مسائلين الجارة الشمالية عن مصيره وعن مآل رفاته، استجلاء للحقيقة.

وشددوا على أن جرم الاختفاء القسري في حق المناضل محمد بصير، حامل لواء المقاومة المغربية ضد الاستعمار الإسباني في جنوب المملكة، “تهمة قائمة عصية على أن تنفيها إسبانيا”، مبرزين في المقابل “ازدواجية المعايير” التي تتبناها، خصوصا وأن الفقيد “بصيري” عمل، إلى جانب مغاربة صحراويين آخرين، على وأد الأطماع الإسبانية في جعل الصحراء المغربية إقليما تابعا لها.

وبعدما سلطوا الضوء على السجل الحقوقي السافر لإسبانيا في الصحراء المغربية، الذي يمتح من الإرث الكولونيالي البائد، دعوا إسبانيا إلى التصالح مع ماضيها والاعتراف بما اقترفته من تجاوزات في حق المغاربة من أهل الصحراء، انتصافا لهم.

وفي كلمة بالمناسبة، قال رئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، شيخ الطريقة البصيرية، مولاي إسماعيل بصير، إنه يتوجب على إسبانيا التي اعتقلت وسجنت وعذبت “بصيري” قائد انتفاضة العيون سنة 1970 الكشف عن مصيره، مضيفا أن الجانب الإسباني “لم يبد لا جدية ولا تجاوبا صادقا في هذه القضية الخطيرة التي يكفلها وضمنها القانون”.

وأكد أن مرد تنظيم هذا الحدث هو “استغرابنا من ادعاء الدولة الإسبانية في بعض من أجوبتها، أنها استقبلت زعيم عصابة البوليساريو لاعتبارات إنسانية محضة”، داعيا إسبانيا إلى الإفصاح عن دوافعها الحقيقية من الفقيد “بصيري” الذي عاكس طرح إسبانيا في جعل الصحراء المغربية مقاطعة إسبانية تابعة، على النقيض من المدعو إبراهيم غالي الذي خدم إسبانيا بعمالته وخيانته.

وأوضح أن الأسرة البصيرية ستسلك كل السبل الممكنة للكشف عن مصير فقيدها المناضل محمد بصير، من قبيل مجموعة العمل الأممية للاختفاءات القسرية بجنيف، مشيرا إلى أن معاكسة إسبانيا وتماطلها وتملصها من هذه المطالب يعكس “تآمرها على قضية المغرب الأولى، وموالاتها الخفية والمعلنة لأعداء الوحدة الترابية للمملكة”.

أما الأستاذ عبد المغيث بصير، عضو مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام فأكد أن المقاوم محمد بصير قاد انتفاضة 17 يونيو 1970 بالعيون بمعية عديد المقاومين من أهل الصحراء المغربية من قبائل شتى، حدت بالاستعمار الإسباني إلى اعتقاله وسجنه وتعذيبه.

وأوضح أن الحدث الذي يأتي لتخليد الذكريين الواحدة والخمسين لانتفاضة سيدي محمد بصير ضد الاستعمار الإسباني ولاختفائه القسري، يروم التعريف بمناقب الفقيد وإشاعتها في صفوف الناشئة، منوها بتسمية الساحة التي دارت فيها الانتفاضة باسم الفقيد، مع وضع المؤسسة لكل الوثائق الشخصية التي تتوفر عليه الزاوية ببني عياط بإقليم أزيلال بمركز المقاومة بمدينة العيون.

وأضاف أن الغاية تكمن أساسا في تفنيد المزاعم التي يروجها المرجفون من قبيل أن “الفقيد هو من أوحى بفكرة الانفصال لميليشيات البولسياريو، متناسين أن الفقيد اعتقل سنة 1970، فيما تأسست ميليشيات البوليساريو سنة 1973″، مسجلا الحاجة إلى العمل بتؤدة لتبيان التزوير الذي يطال التاريخ وترعاه بعض الدول.

أما دفاع ذوي الحقوق، ممثلا في الأستاذين عمر الصايغ والمهدي مكزري، فأكدا في كلمتيهما أنه تمت مباشرة المساطر القانونية الخاصة بقضية الفقيد محمد بصير، قصد استجلاء الحقيقة حول الجرائم الإسبانية في الصحراء المغربية مع إثبات مسؤوليتها الجنائية عن ذلك.

وأوضحا أن الملف يزخر بالحجج الدامغة التي ترفضها إسبانيا، مشيرين إلى الشروع في مرحلة تسجيل الشكاوى بالمحاكم الوطنية والإسبانية والدولية لترتيب الجزاءات القانونية ولإنصاف الضحايا.

وأهابا بضرورة إظهار الحقيقة مع دعوة إسبانيا إلى الاعتراف بما اقترفته مع ضرورة أن تتصالح مع ماضيها، مسجلين حاجة إسبانيا إلى أن تفتح صفحة جديدة مع المغرب على أساس سيادة المملكة بشكل راسخ لا لبس فيه على أقاليمها الجنوبية، والقطع مع النهج الكولونيالي العقيم الذي ما تفتأ الجارة الشمالية تبديه وتفصحه مواقفها.

حضر الحدث على الخصوص، والي جهة العيون – الساقية الحمراء عامل إقليم العيون، عبد السلام بكرات، ورئيس المجلس الجهوي، سيدي حمدي ولد الرشيد، ورئيس المجلس البلدي، مولاي حمدي ولد الرشيد، إضافة إلى رؤساء المصالح الخارجية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق