سياسة

بني ملال:أحزاب تعثرت في استكمال لوائحها و أخرى تنتظر الوقت الميت.

جمال السماوي
يبدو المشهد السياسي ببني ملال في قمة السوريالية،في لحدود يوم الثلاثاء 24/8/2012 لم تنجح أحزاب في وضع ملفات ترشحها للإنتخابات المحلية،ولم تستطع تجميع 39 نفرا منهم 13 أمرأة،والنتيجة هي أن هذه الكائنات المسماة أحزاب سياسية،لا تحمل إلا الإسم،فالحزب مؤسسة دستورية تعمل على تأطير المواطنين و المواطنات داخل هياكلها،وتعلمهم بل تسلحهم بالمعرفة والإهتمام بقضايا التي تهم تدبير الشأن العام،فالمناضل الحزبي كان خطيبا مفوها و محللا سياسيا،بفعل التكوين الذي تلقاه مند انخراطه في الحزب،وكانت مقرات الأحزاب الوطنية تعج بالمنتمين و المتعاطفين لتتبع ندوات و لقاءات فكرية،هكذا كانت التنظيمات تحمل مشاريع ثقافية واجتماعية و سياسية،تدافع عنها و تسعى إلى تحقيقها من خلال الوصول إلى مراكز القرار،لكن جائحة أصبت هذه الكائنات بتشوهات خلقية،جعلتها مشلولة،إذ كيف يعقل أن حزبا لا يضم منخرطين يفوق عددهم بقليل لائحة انتخابية؟ في حين تصاب بالدهشة عند كلام زعماء من ورق عن القطاع النسائي والشبيةو التنظيمات الموازية،تعتقد أن هذه الأحزاب في غنى عن مأجورين يأتثون فضاءتها،ويساهمون في حملاتها الإنتخابية،كل شيء بثمن،فالمقرات هي الأخرى لا يتم كراؤها إلا قبل موعد الإستحقاقات بأيام معدودة،وبعدها يتم إرجاع المفاتيح إلى ملاكيها،كما أن البرامج الانتخابية عبارة عن نسخ كربونية تتلى على الناس دون وجل و بلغة خشبية تستعصي على الهضم قبل الفهم.
سريالية هذا المشهد ،أمام عجز أحزاب تحصل على دعم وفير من المال العام دون أن يكون لها تأثير في انتقاء مرشحيها من منخرطين حقيقين بدل الإستعانة بأصحاب الشكارة تستحق الهجر وإن شفع لهذه الدراما أحزاب يرجى منها تغيير هذا الحال.
ولا ننسى أن هناك أحزاب تنتظر الوقت الميت لوضع ملف ترشحها،ربما لتصفية مرشحين ضمن لوائحها في أخر لحظة،فالغاية تبرر الوسيلة،ولا عزاء على سياسة بدون أخلاق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق