
هومبريس – ج السماوي
وسط أجواء متوترة، تبادلت الهند و باكستان الإتهامات بشأن خرق إتفاق وقف إطلاق النار بعد ساعات قليلة من الإعلان عن التوصل إليه.
ففي تصريح رسمي، أشار سكرتير وزارة الخارجية الهندي، فيكرام ميسري، إلى تكرار الإنتهاكات، مؤكداً أن القوات الهندية ردّت بالشكل المناسب، و داعياً الجانب الباكستاني إلى إتخاذ تدابير جادة لمعالجة الوضع بحزم و مسؤولية.
على الجانب الآخر، ردت وزارة الخارجية الباكستانية بالتأكيد على التزامها الكامل بوقف إطلاق النار، متهمة الهند بخرق الإتفاق، و مشددة على أن القوات المسلحة الباكستانية تتعامل مع التطورات بضبط للنفس و مسؤولية، مع الدعوة إلى إعتماد قنوات إتصال مناسبة لحل أي خلافات متعلقة بتنفيذ الإتفاق.
وفي ظل هذا التصعيد، دوّت إنفجارات قوية في مدينة سريناغار بكشمير الهندية، وسط تحرك أنظمة الدفاع الجوي، بينما أفادت مصادر في الشطر الباكستاني من كشمير بحدوث تبادل متقطع لإطلاق النار في عدة نقاط على طول خط المراقبة.
التوتر العسكري بين الجارتين النوويتين بلغ مستويات مقلقة منذ يوم الأربعاء، حيث تبادل الطرفان القصف المدفعي و الهجمات بالطائرات المسيّرة و الصواريخ، ما أثار مخاوف من إنزلاق الأمور إلى مواجهة شاملة، و دفع عدة دول إلى الدعوة لضبط النفس و تجنب التصعيد.
في خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن الطرفين توصلا إلى إتفاق شامل وفوري لوقف إطلاق النار، لكن التطورات الميدانية تلقي بظلال من الشك حول إستقرار هذا الإتفاق، وسط دعوات دولية للتوصل إلى حلول دبلوماسية تضمن الإستقرار في المنطقة.
إلى جانب الأبعاد العسكرية و السياسية لهذا التصعيد، يشير محللون إلى أهمية الدبلوماسية الوقائية في منع نشوب صراعات أوسع، حيث يمكن للقوى الدولية و المؤسسات الإقليمية لعب دور في تخفيف التوتر عبر آليات الوساطة و المفاوضات غير المباشرة.
فالتجارب السابقة أظهرت أن التصعيد بين الهند و باكستان غالباً ما يكون قصير الأمد، لكن تأثيراته قد تمتد إلى الإستقرار الإقليمي، مما يستدعي تحركات سريعة و حكيمة لتجنب تداعيات أكثر خطورة.