
هومبريس
صعّدت النقابة الوطنية لموظفي التعليم العالي والأحياء الجامعية (كدش) بجهة بني ملال خنيفرة من لهجتها تجاه رئاسة جامعة السلطان مولاي سليمان، متهمة إياها بـ”ممارسة ممنهجة للتضييق على الحريات النقابية”، وسط ارتباك في التسيير وغياب بوادر الإصلاح، وفق تعبيرها.
وفي بلاغ صدر عقب اجتماع استثنائي للمكتب الجهوي يوم 16 أبريل 2025 بمقر الاتحاد الإقليمي ببني ملال، عبّر المكتب عن قلقه الشديد إزاء ما اعتبره “تراجعات غير مسبوقة” في تدبير الشأن الجامعي، متهماً رئيس الجامعة بالنيابة بـ”الانفراد بالقرارات” وتغييب المقاربة التشاركية، في مخالفة صريحة لمبادئ الحكامة الجيدة.
اتهم المكتب النقابي رئاسة الجامعة بـ”تعطيل مسلسل الإصلاح” و”تهميش الموظفين”، محذراً من تبعات التراكمات السلبية التي عمّقت الإحباط وسط الطاقم الإداري والتقني، ودفعت العديد منهم إلى فقدان الثقة في مؤسسة من المفترض أن تكون حاضنة للكفاءات.
وأدان ما وصفه بـ”الحملة الممنهجة لتقويض العمل النقابي”، من خلال التضييق، والإقصاء، وحرمان المناضلين من حقوقهم المشروعة، مشيراً إلى أن الكلية المتعددة التخصصات بخريبكة تمثل نموذجاً صارخاً لهذا الاستهداف، في خرق واضح للدستور والمواثيق الدولية المتعلقة بالحريات النقابية.
كما رفض المكتب ما أسماه “تهميش الفاعلين النقابيين” وإقصاءهم من دوائر القرار، معتبراً أن هذه الممارسات “تفرغ الخطاب المؤسساتي من محتواه”، في ظل غياب آليات الحوار الجاد واستمرار التعتيم في تدبير الملفات المصيرية لشغيلة الجامعة.
عبّر المكتب عن استيائه الشديد من “تنصل الإدارة من تنفيذ مضامين الاتفاق الموقع يوم 8 يناير 2025″، واتهمها بـ”المماطلة والتسويف”، ما يعكس في نظره غياب إرادة حقيقية لمعالجة المطالب العادلة والمشروعة.
كما شجب قرار إلغاء طلبات العروض الخاصة ببعض المؤسسات الجامعية قبيل أيام من فتح الأظرفة، دون تقديم أي مبررات رسمية، ما تسبب – وفق البلاغ – في شلل إداري وبيداغوجي أربك السير العادي للمصالح الجامعية.
واعتبر المكتب أن إلغاء 13 صفقة استثمارية مبرمجة في إطار اتفاقية وطنية، من بينها مشاريع رقمية، يُعد مؤشراً على “تدهور الأداء الجامعي”، مطالباً بفتح تحقيق عاجل من طرف الوزارة الوصية.
اتهم المكتب رئيس الجامعة بـ”التمييز في تدبير الموارد البشرية”، عبر استهداف الطاقم المكلف بالشؤون المالية، ودفعهم نحو الانتقال بدعوى نقص الكفاءة، مقابل تعيين عناصر قديمة في مناصب استراتيجية، دون احترام لمبدأ تكافؤ الفرص.
وأشار البيان إلى ما وصفه بـ”التدبير المريب” لقسم الميزانية، بعد تكليف عضو من الطاقم القديم بإدارته، وفتح باب الترشيح بطريقة اعتبرها المكتب “مشكوك فيها”، مطالباً بضمان الشفافية والنزاهة في التعيينات الحساسة داخل الجامعة.
وانتقد المكتب “تماطل الإدارة” في التأشير على تعيينات بمناصب المسؤولية، معتبراً ذلك نوعاً من “الفرملة الإدارية” التي تضر بسير المرافق الجامعية وتنعكس سلباً على جودة الخدمات المقدمة للطلبة والموظفين.
أبدى المكتب استغرابه من “تأخر غير مبرر في صرف التعويضات السنوية لسنة 2024” في عدد من المؤسسات، وعدم احترام سقف 10.000 درهم المتفق عليه، مع غياب تام لمنحة عيد الأضحى، وهو ما أدى إلى تأزم الأوضاع المادية والنفسية لشغيلة الجامعة.
واستنكر “الكيل بمكيالين” في صرف التحفيزات، حيث يتم – بحسب النقابة – استثناء المنتمين للكونفدرالية بشكل ممنهج، في ضرب لمبدأ المساواة، وخلق جو من التذمر والاحتقان داخل المؤسسات الجامعية.
رصد المكتب حالة “احتقان شديد” داخل كلية خريبكة، جراء استمرار الاستهداف النقابي، والتماطل في تسوية الملفات، وغياب الانسجام بين مكونات الإدارة، ما أدى إلى خلق بيئة عمل متوترة وغير محفزة.
كما أشار إلى “تماطل ملحوظ” في تنظيم الدورات التكوينية، ووجود “محسوبية واضحة” في توزيع فرص التكوين والحركية الوظيفية، ما يُقوّض – حسب البيان – جهود تجويد المرفق العمومي وحرمان الموظفين من فرص تطوير ذواتهم المهنية بشكل عادل.
أعلن المكتب تضامنه الكامل مع عمال النظافة وحراس الأمن الخاص، الذين لم يتوصلوا بأجورهم في الآجال القانونية، مطالباً بتدخل عاجل لضمان كرامة هذه الفئة الهشة وصون حقوقها الاجتماعية.
كما دعا الوزارة الوصية إلى التعجيل بفتح باب الترشيح لرئاسة الجامعة، تفادياً لمزيد من التأزيم الإداري، واستعادة التوازن في تسيير المؤسسات التابعة لجامعة السلطان مولاي سليمان.
أعلن المكتب عزمه الدخول في برنامج نضالي تصعيدي، يبدأ بوقفة احتجاجية أمام رئاسة الجامعة يوم الثلاثاء 22 أبريل على الساعة 11 صباحاً، مع تلويح بخطوات أخرى سيتم الكشف عنها لاحقاً حسب تطورات الوضع.
واختتم البلاغ بتأكيد النقابة على تمسكها بالدفاع عن كرامة الموظف الجامعي وحقه في الانتماء النقابي، داعية كل مناضلاتها ومناضليها إلى التعبئة الجماعية والتصدي لكل أشكال التضييق، من أجل صون المكتسبات وتحقيق عدالة وظيفية حقيقية.