
هومبريس – ج السماوي
تحتفي الأمم المتحدة غداً الخميس باليوم الدولي لحفظ السلام، مناسبة عالمية تهدف إلى تسليط الضوء على ضرورة تطوير عمليات حفظ السلام لمواكبة التحديات الدولية المتزايدة.
هذا العام، يُخلَّد اليوم تحت شعار “مستقبل حفظ السلام”، في إشارة إلى الإلتزامات التي تعهدت بها الدول الأعضاء خلال المؤتمر الوزاري لحفظ السلام المنعقد مؤخرًا في برلين، بهدف تعزيز القدرات و الإستجابة الفعالة للتهديدات الأمنية المستجدة.
في رسالة بهذه المناسبة، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن حفظة السلام يواجهون اليوم تحديات أكثر تعقيداً وخطورة في عالم يشهد اضطرابات متزايدة، مشدداً على ضرورة أن تكون الأمم المتحدة “مجهزة بالكامل” لمواجهة هذه التحديات و التكيف مع التحولات الجيوسياسية.
تكريمًا للأبطال الذين ضحوا في سبيل السلام، سيضع غوتيريش إكليلًا من الزهور تخليداً لذكرى 4400 فرداً فقدوا حياتهم أثناء أداء مهامهم منذ عام 1948، كما سيترأس مراسم منح ميدالية “داغ همرشولد” بعد الوفاة لـ 57 من القبعات الزرق الذين فقدوا أرواحهم خلال العام الماضي.
وفي إطار الإحتفاء بجهود النساء في عمليات حفظ السلام، سيمنح غوتيريش جائزة الدفاع عن النوع الإجتماعي لعام 2024 إلى شارون موينسوت سايم من غانا، بينما ستُمنح جائزة الشرطية الأممية إلى زينب غبلا من سيراليون، تقديراً لإسهاماتهما في تعزيز المساواة و تمكين المرأة داخل المهام الأممية.
منذ عام 1948، شارك أكثر من مليوني جندي في 71 عملية حفظ سلام حول العالم، و يخدم حالياً ما يقارب 70 ألفاً من العسكريين و المدنيين في 11 منطقة نزاع في إفريقيا و آسيا و أوروبا و الشرق الأوسط، حيث يعملون بلا كلل لضمان الأمن و الإستقرار في المناطق المتأثرة بالحروب و الصراعات.
يُذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اختارت 29 مايو يومًا رسمياً للإحتفال باليوم الدولي لحفظة السلام، تكريماً للجنود و المدنيين الذين يخدمون في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، و لتخليد ذكرى أولئك الذين فقدوا أرواحهم في سبيل إرساء الأمن الدولي.
في ظل تعقّد الأزمات الدولية، تعمل الأمم المتحدة على تطوير إستراتيجيات جديدة لمواجهة التحديات الناشئة، بما في ذلك تعزيز التعاون مع المنظمات الإقليمية ودعم التكنولوجيا الحديثة في عمليات حفظ السلام.
ويُنظر إلى الذكاء الإصطناعي و تحليل البيانات باعتبارهما أدوات حيوية لتحسين فعالية المهمات الأممية و تقليل المخاطر التي تواجه حفظة السلام في الميدان.
بهذا الإحتفاء، تواصل الأمم المتحدة ترسيخ قيم السلام و التضامن العالمي، مستجيبة للتحولات الراهنة التي تتطلب تطوير إستراتيجيات أكثر ديناميكية لمواجهة التهديدات الجديدة.