
هومبريس – ي فيلال
في مفاجأة تُعيد رسم خريطة السياحة الأوروبية، قرر عدد متزايد من السياح البريطانيين التخلي عن وجهاتهم التقليدية مثل إسبانيا و البرتغال و إيطاليا، و إختيار المغرب كوجهة مفضلة لقضاء عطلاتهم.
هذا التحول اللافت لا يعود فقط إلى الأسعار المعقولة، بل أيضاً إلى تنوع التجربة المغربية التي تجمع بين دفء المناخ، وغنى التراث، و جودة الخدمات.
ووفقاً لبيانات شركة “Cirium”، تشهد شركات الطيران البريطانية إرتفاعاً غير مسبوق في عدد الرحلات نحو شمال إفريقيا، و على رأسها المغرب، حيث يُتوقع أن تُغادر هذا العام 19,847 رحلة من مطارات المملكة المتحدة نحو المنطقة، مقارنة بـ8,653 رحلة فقط في عام 2019.
هذا النمو يعكس تحولاً حقيقياً في تفضيلات المسافرين، الذين باتوا يبحثون عن تجارب أصيلة بعيداً عن الزحام السياحي الأوروبي.
ويُعزى هذا الإقبال المتزايد إلى عدة عوامل، أبرزها قرب المسافة بين لندن و مدن مغربية مثل مراكش، التي لا تتجاوز الرحلة إليها 3 ساعات و 45 دقيقة، فضلاً عن الأسعار التنافسية التي تجعل من المغرب خياراً ذكياً لعطلة مريحة دون إنفاق مفرط.
كما أفادت شركة “TUI” أن الطلب على المغرب يشهد إزدهاراً ملحوظاً، و هو ما تؤكده أيضاً منصة Booking.com التي سجلت إرتفاعاً بنسبة 39% في عمليات البحث عن المغرب بين يناير و ماي 2025 مقارنة بالفترة نفسها من 2024.
ويُلاحظ أن هذا التحول لا يقتصر على السياحة الترفيهية فقط، بل يمتد إلى السياحة الثقافية والبيئية، حيث يُبدي السياح البريطانيون إهتماماً متزايداً بالمدن العتيقة، و الأسواق التقليدية، و المواقع الطبيعية مثل جبال الأطلس و صحراء مرزوكة.
هذا التنوع في العرض السياحي المغربي يمنح الزائر تجربة متعددة الأبعاد، يصعب العثور عليها في وجهات أوروبية تقليدية.
كما أن هذا الإقبال البريطاني يعكس نجاح الإستراتيجية المغربية في تنويع الأسواق السياحية، و تقوية الربط الجوي مع العواصم الأوروبية، و تقديم عروض سياحية مرنة تستجيب لتغيرات الطلب العالمي، و هو ما يجعل من المغرب ليس فقط وجهة بديلة، بل منافساً حقيقياً في سوق السياحة الدولية.
وفي الوقت الذي تسجل فيه الرحلات إلى إسبانيا و البرتغال نمواً طفيفاً لا يتجاوز 10%، يبدو أن المغرب بات يُمثل الخيار الذكي والمحبب لدى البريطانيين الباحثين عن تجربة جديدة، دافئة، و مليئة بالحياة.