هومبريس – ع ورديني
في مشهد يعكس تصاعد التوترات الجيوسياسية، شنّ مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، هجوماً لاذعاً على الولايات المتحدة خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، متهماً إياها بالإنحياز السافر لإسرائيل و تجاهل دعوات المجتمع الدولي لخفض التصعيد، خاصة في ظل التوتر المتزايد حول الملف النووي الإيراني.
نيبينزيا وصف التصرفات الأميركية بأنها “إستفزازية و خطيرة”، محذراً من أن استمرار هذا النهج قد يُفضي إلى “كوارث و معاناة لا تُحمد عقباها”.
كما أعرب عن استغرابه من إزدواجية المواقف الأميركية، التي تدعو طهران إلى التهدئة، بينما تدعم الضربات الإسرائيلية على منشآت إيرانية حساسة، ما يُقوّض أي أمل في إستئناف المسار الدبلوماسي.
في محاولة لإحتواء التصعيد، أعلنت روسيا عن تقديم مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إيران و إسرائيل، مؤكدة أن استمرار العمليات العسكرية يُهدد الإستقرار الإقليمي و الدولي.
إلا أن هذا المقترح قوبل بتحفّظ من الحلفاء الغربيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، التي لا تزال تُراهن على الضغط العسكري كوسيلة لردع طهران.
التباين الحاد في مواقف القوى الكبرى داخل مجلس الأمن يُعيد إلى الواجهة أزمة الثقة في النظام الدولي، و يُثير تساؤلات حول قدرة الأمم المتحدة على لعب دور فعّال في نزع فتيل الأزمات.
فبينما تُطالب روسيا و الصين بضبط النفس و العودة إلى الحوار، تُواصل واشنطن و تل أبيب خطوات تصعيدية تُنذر بانفجار وشيك.
وفي ظل هذا المشهد المعقّد، يبقى الشرق الأوسط رهينة لتجاذبات دولية حادة، فيما يُراقب العالم بقلق تطورات قد تُغيّر موازين القوى و تُشعل فتيل مواجهة لا تُبقي ولا تذر.
