
هومبريس – ي فيلال
في خطوة جريئة تعكس طموحاً غير مسبوق، أعلن مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة “ميتا”، عن تأسيس وحدة جديدة تحت إسم “مختبرات ميتا للذكاء الفائق”، تهدف إلى تطوير أنظمة ذكاء إصطناعي تتجاوز القدرات البشرية، و تُدمج بسلاسة في جميع منتجات الشركة، من فيسبوك إلى إنستغرام و واتساب.
الوحدة الجديدة، التي تُعد بمثابة إعادة هيكلة شاملة لجهود ميتا في مجال الذكاء الإصطناعي، ستقودها نخبة من أبرز العقول في هذا المجال، على رأسهم ألكسندر وانغ، المؤسس و الرئيس التنفيذي السابق لشركة Scale AI، و الذي تم تعيينه كبيراً لمسؤولي الذكاء الإصطناعي في ميتا.
ووفقاً لمصادر داخلية، فإن زوكربيرغ يقود شخصياً حملة إستقطاب واسعة للمواهب، عارضاً حوافز مالية ضخمة وصلت إلى 100 مليون دولار لبعض الباحثين من شركات منافسة مثل OpenAI و Anthropic و Google DeepMind.
وقد نجحت ميتا بالفعل في ضم عدد من هؤلاء الخبراء إلى مختبرها الجديد، في خطوة تُعد من أكبر عمليات “القرصنة التقنية” في تاريخ الذكاء الإصطناعي.
الهدف المعلن من هذه المبادرة هو تطوير ذكاء فائق قادر على أداء مهام تفوق قدرات الإنسان، مع التركيز على دمجه في تطبيقات عملية تخدم مليارات المستخدمين حول العالم.
وتشمل المشاريع المرتقبة تحسين مساعد Meta AI، و تطوير أدوات تحويل الصور إلى فيديو، و توسيع إستخدام النظارات الذكية المدعومة بالذكاء الإصطناعي.
زوكربيرغ وصف هذه المرحلة بأنها بداية عصر جديد للبشرية، مؤكداً أن ميتا تمتلك البنية التحتية والموارد المالية و الخبرة التقنية التي تؤهلها لقيادة هذا التحول العالمي.
وأضاف أن الشركة ستواصل الإستثمار بكثافة في هذا المجال، مع خطط لإطلاق نماذج Llama 4.1 و 4.2 خلال الأشهر المقبلة.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل تحولاً إستراتيجياً في مسار ميتا، التي تسعى إلى تجاوز إخفاقات سابقة في سباق الذكاء الإصطناعي، عبر توحيد جهودها تحت مظلة واحدة، و خلق بيئة بحثية عالية الكثافة قادرة على تسريع الإبتكار و تحقيق الريادة.
من الناحية التقنية، يُتوقع أن تركز مختبرات “ميتا للذكاء الفائق” على تطوير نماذج متعددة الوسائط (Multimodal Models) قادرة على معالجة النصوص و الصور و الفيديوهات في آن واحد، مما سيمنح المستخدمين تجارب أكثر تفاعلية و واقعية.
كما تسعى ميتا إلى تحسين قدرات الفهم السياقي و التفاعل اللحظي، وهو ما يُعد من التحديات الكبرى في مجال الذكاء الإصطناعي العام.
أما على المستوى الإستراتيجي، فإن دخول ميتا بقوة إلى سباق الذكاء الفائق يعكس رغبتها في استعادة موقعها الريادي في عالم التكنولوجيا، بعد سنوات من التركيز على الميتافيرس.
ويُنظر إلى هذا التحول على أنه محاولة لإعادة توجيه البوصلة نحو مستقبل أكثر واقعية و ربحية، في ظل المنافسة الشرسة مع عمالقة مثل مايكروسوفت و غوغل.
لكن في المقابل، يُحذر بعض المحللين من أن الرهان على الذكاء الفائق قد يكون مغامرة محفوفة بالمخاطر، خاصة في ظل التحديات الأخلاقية و التنظيمية التي تطرحها هذه التكنولوجيا، و إحتمالات عدم تحقيق عوائد ملموسة على المدى القصير.
ومع ذلك، يبدو أن زوكربيرغ عازم على المضي قدماً، مدفوعاً برؤية ترى في الذكاء الإصطناعي الفائق ليس مجرد أداة، بل قوة تغيير حضاري ستعيد تشكيل علاقة الإنسان بالتكنولوجيا، و تفتح آفاقاً غير مسبوقة في الإبداع و المعرفة.