
هومبريس – ج السماوي
في حادثة أعادت إلى الواجهة الجدل حول أوضاع المعتقلين في قضايا الإرهاب، أعلنت إدارة السجن المحلي بالعرائش، مساء الثلاثاء 1 يوليوز 2025، عن وفاة السجين (ي.أ)، المدان في إطار قانون مكافحة الإرهاب ضمن ما يُعرف إعلامياً بـ”خلية شمهروش”، و ذلك داخل زنزانته الإنفرادية.
ووفق بلاغ رسمي صادر عن المندوبية العامة لإدارة السجون، فإن السجين المتوفى كان يعاني من إضطرابات نفسية مزمنة، و كان يخضع لمتابعة طبية منتظمة و يتلقى العلاجات المناسبة لحالته، كما تم عرضه على طبيبة المؤسسة ساعات قليلة قبل وفاته، بعد أن ظهرت عليه أعراض نزلة برد.
وفور تسجيل الوفاة، تم إشعار النيابة العامة المختصة، التي أوفدت عناصر من الدرك الملكي إلى عين المكان لمعاينة الجثة، بحضور الطبيبة المشرفة على المؤسسة، كما تم إبلاغ أسرة السجين رسمياً، في إحترام تام للمساطر القانونية المعمول بها.
خلفيات نفسية و سياق قضائي معقد
أكدت إدارة السجن نفيها القاطع لأي مزاعم بالإهمال أو التقصير، مشددة على أن السجين كان يتلقى الرعاية الصحية و النفسية اللازمة بإنتظام، شأنه شأن باقي النزلاء.
وتأتي هذه الوفاة في سياق حساس، إذ سبق أن شهدت قضايا مماثلة حالات إنتحار داخل السجون، ما يسلّط الضوء على أهمية تتبع الحالة النفسية للمعتقلين في قضايا الإرهاب.
هل تكفي الرعاية الطبية التقليدية؟
رغم تأكيد المؤسسة السجنية على إنتظام المتابعة الطبية، تطرح هذه الحادثة تساؤلات حول مدى كفاية منظومة الدعم النفسي داخل السجون المغربية، خاصة بالنسبة للمعتقلين في قضايا ذات طابع متطرف، و الذين غالباً ما يعانون من هشاشة نفسية معقدة تتطلب تدخلاً متخصصاً يتجاوز الرعاية الدوائية.
خلية شمهروش… جرح لم يندمل
تُعد “خلية شمهروش” واحدة من أكثر القضايا الإرهابية التي هزّت الرأي العام المغربي و الدولي، بعد تورط عناصرها في جريمة بشعة راح ضحيتها سائحتان أوروبيتان سنة 2018.
وقد أصدرت المحاكم المغربية أحكاماً مشددة في حق المتورطين، من بينها الإعدام و السجن المؤبد، ما جعل هذه القضية رمزاً لصرامة الدولة في مواجهة الإرهاب، لكنها في الوقت ذاته تفتح نقاشاً حول التأهيل النفسي و إعادة الإدماج داخل المؤسسات العقابية.