
هومبريس – ع ورديني
في حفل علمي مميز احتضنته كلية الآداب و العلوم الإنسانية بمراكش يوم الإثنين 07 يوليوز 2025، نظّم مركز القاضي عياض للتميز في البحث العلمي بالوطن العربي لقاءً إحتفالياً لتكريم الفائزين بجائزة التميز في مجالات متعددة، شملت الأدب و النقد و البلاغة، العلوم القانونية، و الفلسفة و علم الإجتماع، و ذلك في إطار ترسيخ ثقافة الإعتراف بالجهود الفكرية و تعزيز مكانة الإنتاج المعرفي في الساحة الأكاديمية.
من بين المتوجين، برز اسم الأستاذ أحمد بهيشاوي ممثلاً لجامعة السلطان مولاي سليمان، حيث نال جائزة التميز في مجال الأدب و النقد و البلاغة، إلى جانب الدكتور يوسف بن محمد الدوس من جامعة الإمام بالمملكة العربية السعودية، و الأستاذ كريم بلاد من جامعة إبن طفيل بالقنيطرة، عن بحثه الموسوم بـ : “تأثير الكتابة عند عبد الفتاح كيليطو في المنجز النقدي المغربي”، و الذي يُعد إضافة نوعية في الحقل النقدي المغربي المعاصر.
وقد جرى هذا التتويج تحت الإشراف الفعلي للأستاذة وردة البرطيع، رئيسة المركز، و بحضور نخبة من الأكاديميين من مختلف الجامعات المغربية و العربية، إلى جانب أعضاء اللجنة العلمية التي تولّت دراسة الأعمال المرشحة وفق معايير دقيقة، مما أضفى على الحفل طابعاً رصيناً و مصداقية عالية.
البحث الذي قدّمه الأستاذ بهيشاوي تميّز بعمق الرؤية، و جرأة في الطرح، و توظيف منهجي محكم في تحليل أثر الكتابة الكيليطوية على النقد المغربي، ما جعله يحظى بإشادة واسعة من اللجنة التي اختارته من بين 56 عملاً علمياً ورد من مؤسسات جامعية مغربية و عربية، وهو ما يعكس تنوع المشاركات و قوة التنافس.
في منحى مختلف، يُعد هذا التتويج إنجازاً شخصياً للأستاذ بهيشاوي، و إعترافاً عربياً بمستوى البحث داخل جامعة السلطان مولاي سليمان، كما يُعزز من حضور جهة بني ملال خنيفرة في خارطة التميز الأكاديمي، و يُبرز الدور الحيوي الذي تضطلع به الجامعات الجهوية في تطوير المعرفة و إنتاج خطاب نقدي متجدد.
يُضاف إلى ذلك أن هذا الإنجاز يُجسد قدرة الباحثين المغاربة على التألق في المحافل العلمية الدولية، خاصة في ميادين العلوم الإنسانية التي تتطلب حساً نقدياً متقدماً و رؤية ثقافية متجددة، مما يُؤكد أهمية دعم البحث الجامعي و توفير بيئة محفزة للإبداع الفكري.
جائزة التميز التي يمنحها مركز القاضي عياض تُعد من أبرز المبادرات العربية التي تُثمّن الإنتاج العلمي الجاد، و تُشجع الباحثين على تقديم أعمال رصينة تُسهم في تطوير المعرفة، و تُعزز الانفتاح الفكري و التفاعل بين مختلف المدارس الأكاديمية.
وفي السياق ذاته، تُعد هذه الجائزة مناسبة لتقوية الروابط بين الجامعات المغربية و نظيراتها العربية، و ترسيخ ثقافة الإعتراف بالجهود العلمية، خاصة في ظل التحديات التي تواجه البحث الجامعي من حيث التمويل، النشر، و التأطير، مما يجعل مثل هذه المبادرات رافعة حقيقية للنهوض بالإنتاج المعرفي.