سياسة

موسم الهجرة الحزبية

#هومبريس
جمال السماوي :
اتفقت الأحزاب المغربية على كل الإجراءات الشكلية التي تهم الاستحقاقات الإنتخابية المقبلة، وإن اختلفت حول القاسم الانتخابي، لكنها التزمت الصمت اتجاه ظاهرة الترحال السياسي، التي أضحت قاعدة ولم تعد استثناء، ولا يمكن إيجاد تفسير لها خارج منطق الربح و الخسارة و هو منطق تجاري، فالتنظيمات تفتح احضانها لكل المتلونين الذين يسبحون في كل واد و يهيمون بكل من تزعم عرافة الانتخابات أنه مفضل الصندوق و عريس قران المال بالسياسة، هروب جماعي من قبيلة سياسية إلى أخرى طلبا للحماية وسعي القبائل الى خطبة ود أعيان وأصحاب مصالح ليستعينوا بهم في معاركهم الدنكشوتية لأخد الثأر من غريم لن يغدو أن يكون حليفا مستقبلا لبني عبس أو حتى لبني أمية، رحلة الكر والفر هذه، إن كانت لها دلالة ما، فهي هي وأد السياسة وقتل ما تبقى من ذرة أمل لكل من يعتقد أن التغيير ممكن مع هذه القبائل و بنفس الزعماء الخشبيين،ألم تتفق عشائر الانتخابات على ميثاق أعطته نعث الشرف لمنع الترحال وصد الأبواب في وجه الوافدين الباحثين عن موطء قدم في دكان أخر، من الأخلاق أن لا نسمع ولو من باب المزاح أن الأحزاب لا تزكي غير أتباعها حتى لا نقول مناضليها، لكن هذا اللغط لم يكن له أثر أو وقع على الرأي العام الوطني و المحلي، لأنه خيار يدخل في إطار الترتيبات المرحلية للإنتخابات ولا يهتم بجوهر العملية، التي تقتضى إعادة الثقة المفقودة لذى فئات عريضة من المجتمع المغربي وخاصة الشباب الذين يشكلون قاعدة واسعة من الهرم السكاني، والذي أصبح حلمهم هو الهجرة نحو الفردوس المفقود، بالامس القريب شاهدنا و معنا العالم هجرة انتحارية لشباب فقد الأمل، ولم نسمع من أي حزب تفسير او بيان يتطرق لما وقع باعتبار الحادثة بمثابة ناقوس إندار، لكن لمن تقرع الأجراس وتنظيماتنا تتنابز بينها وتعري أوراق التوت عن عورات بعضها البعض، لقد اجتهدت الأحزاب في كل منحى يخدم سدنتها والحفاظ على مواقعهم وتحصينها، وعادت تملأ الدنيا صخبا حول التشبيب و التأنيث، وهلم قهرا من خطابات لا يصدقها حتى مدبجوها،إذا كان الأمر عكس هذا فبماذا نفسر ترحال جماعي وقسري، أي اختلاف بين هذه العشائر ؟هل فطن الرحال إلى برامج أكثر واقعية وقابلية للتحقق لذى العشيرة الحاضنة.أحزابنا معطوبة الغاية ووسيلتها الخدع وتلبيسها الورع والإحسان الموسمي ،وكل هذا في كنف ديمقراطية مغيبة أو مفترى عليها،لأن من وصلوا إلى موقع المسؤولية،هم الأبناء و المقربون من الزعامات والسابحين في فلكهم.
لقد ركز الكائن الحزبي على الإنتخابات دون إعادة النظر في القضايا الجوهرية للمجتمع،وتبقى ظاهرة الترحال عصية على الفهم في ظل غياب ظوابط تنظيمية تعيد للعمل السياسي مكانته ومصداقيته،
فبعد الشعور بأن الزمان الإنتخابي بدأ يسارع بالإقتراب من محطته، هرولت أحزاب إلى عقد لقاءات جهوية الهدف منها هو جمع ما تبقى من شتاتها وبنفس الوجوه المألوفة،التي مل الناس من رؤيتها كل استحقاق على ركح نفس الخشبة التي تأن تحت وطأة شطاحتهم البهلوانية، ففي غياب رؤية سياسية و اجتماعية واقتصادية واضحة المعالم ،يبدو أن هذه الأحزاب لم تستوعب جيدا مضامين الخطابات الملكية التي كانت بمثابة خريطة طريق ترسم لهم معالم الممارسة السياسية السليمة، رغم كل هذا،فتتظيماتنا السياسية،لم تقطع مع الأساليب العقيمة،ولازالت تتهافت على الأعيان و على كائنات انتخابية مشوهة أسأت لنبل الإنتماء السياسي،حيث أصبح الناس ينظرون بعين الشك والريبة لكل تحرك أو تجمع سياسي، هل بهكذا أساليب سنتمكن من تحقيق التغيير المنشود واختيار نخب فاعلة ولها القدرة والكفأة على تدبير الشأن العام وطنيا و محليا،هل سنقطع مع منتخب الشكارة،؟وكل انتخابات والحاج بوشكارة في الصندوق موجود .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق