
اختتمت فرقة الأوركيد فعاليات النسخة الثانية من برنامج التوطين المسرحي، ” المسرح والهجرة” مساء السبت 15 مارس 2025، بدار الثقافة ببني ملال، بحفل فني راقٍ شهد حضورًا جماهيريًا غفيرًا، تأكيدًا على المكانة التي باتت تحظى بها هذه الفرقة في المشهد المسرحي المحلي والوطني. وقد تميز الحفل بتقديم العرض المسرحي “ريليكتيو”، الذي يعني “إعادة القراءة”، كنتاج للإقامة الفنية التي حملت شعار “من القراءة إلى العرض: شكسبير نموذجًا”، تحت تأطير ودراماتورجيا الفنان عادل اضريسي، وبإشراف فني لكل من نبيل بوستاوي وعبدو فيلالي.
انطلقت فعاليات الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها القارئ أمين ركراكي، ثم وقف الجميع لتأدية النشيد الوطني المغربي، في أجواء مهيبة تعكس البعد الثقافي والوطني لهذا الحدث المسرحي.
بعد ذلك، ألقى السيد مدير دار الثقافة الحسين هوفي كلمة افتتاحية، رحّب فيها بالحضور وأشاد بالجهود التي بذلتها فرقة الأوركيد على مدار الموسم، سواء في تأطير وتكوين الشباب أو في إنتاج أعمال مسرحية تعكس جدية الاشتغال الفني. كما عبّر عن دعمه لهذه الدينامية الثقافية التي تشهدها المدينة بفضل مثل هذه المبادرات.
أما كلمة إدارة التوطين، فألقاها الأستاذ عادل اضريسي، حيث شكر جميع الشركاء والمتدخلين الذين ساهموا في إنجاح هذه النسخة، وقد خص بالذكر وزارة الثقافة، والمديرية الجهوية للثقافة ، ومجلس جهة بني ملال، مشيدا ببرامج الدعم الرسمي للمشاريع الثقافية الجادة سواء في مجال التوطين أو إنتاج وترويج العروض المسرحية، وتنظيم المهرجانات الثقافية وغيرها، كما أكد على أهمية المسرح والانشطة الثقافية في تمرير بيم المواطنة وتنمية المهارات الناعمة للمشاركات والمشاركين، وكدا الاسهام في تأثيث وتطوير المشهد المسرحي المغربي. بعدها كان للجمهور موعد مع مسرحية ريليكتيو والذي كان محاولة لتقديم بعض من أعمال شكسبير بشكل مختلف. والمسرحية جهود ازيد من ثلاث أشهر من الاشتغال انطلاقا من ورشات القراءة و إعداد الممثل و بناء المشاهد المسرحية. كما أن العرض تتويج لبرنامج توطين الاوركيد وفعاليته بالمركز الثقافي بني ملال. في ختام الحفل، تم توزيع الشواهد التقديرية على جميع المشاركين في هذا العمل المسرحي، اعترافًا بجهودهم وتفانيهم في إنجاح هذه التجربة، التي تعد خطوة مهمة في مسار تعزيز الحراك الثقافي ببني ملال.
بهذا العرض المتميز، تكون فرقة الأوركيد قد اختتمت نسختها الثانية من التوطين المسرحي بنجاح، مؤكدة على التزامها بنهج فني يعتمد على البحث والتجريب، ومساهمة في إغناء المشهد المسرحي المغربي بإبداعات جديدة وواعدة.